آمال عريضة يترقبها السودان بعد مؤتمر "قمة الجوار"

خبراء: الدعوة لتوحيد المبادرات خطوة للتحاور وحل سياسي بين طرفي الصراع

  • 36
الفتح - أرشيفية

استضافت مصر اجتماع قوى الحرية والتغيير السودانية على مدار يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، برئاسة جعفر الصادق الميرغني رئيس كتلة الحرية والتغيير بالكتلة الديمقراطية، وعدد من قيادات القوى السياسية السودانية؛ لمناقشة سبل إنهاء الحرب المستعرة منذ شهر أبريل الماضي بين الجيش السوداني، وقوات "الدعم السريع". 

وأكد التجمع السياسي السوداني أن كل يوم يمر على الحرب يضر بوحدة البلاد، و "الهدف الأساسي لمؤتمرنا بالقاهرة هو إيقاف الحرب في السودان وإحلال السلام وإنقاذ مواطنينا".

وأطلقت "قوى الحرية والتغيير" خارطة طريق تحت شعار "حل شامل بشراكة وطنية حقة"؛ بغرض الوقف الفوري لإطلاق النار وتحقيق سلام مستدام من خلال توحيد القوى السياسية والحوار للوصول إلى حل سياسي شامل، وتضمنت الخارطة عددًا من المحاور: (وقف الأعمال العدائية وصولًا لوقف إطلاق النار الدائم من أجل إيصال المساعدات الإنسانية وتقديم الخدمات الضرورية للمواطنين وفق مفاوضات جدة الجارية الآن. وإنشاء آلية وطنية عليا من الأحزاب وحركات الكفاح المسلح والإدارة الأهلية وشخصيات قومية؛ للعمل مع المجتمع الدولي والإقليمي ودول الجوار وآليات وقف إطلاق النار لتعضيد بناء الثقة بين الأطراف وضمان تنفيذ الاتفاق والالتزام بالمساعدات الإنسانية. وفتح ممرات آمنة لوصول الإغاثة للنازحين والمتضررين والتزام جميع الأطراف بحماية المدنيين. وضمان وحرية حركة المدنيين دون قيد. وتوفير المعينات اللازمة للقوة المشتركة لحماية المدنيين في دارفور كما نص عليه اتفاق جوبا لسلام السودان. ودعم منبر جدة لأجل الوصول إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم يستطيع أن يمهد معه الطريق نحو تحقيق سلام عادل ومستدام في جميع البلاد).

ويرى محللون أن الأزمة السودانية داخلية بالأساس وتعبث بها قوى خارجية لمصالحها، وحلها داخلي في المقام الأول لكن رغم ذلك لا بد من دور قوي لدول الجوار والمجتمع الإقليمي والدولي؛ حتى تستمر عملية الحوار والوصول لحل سلمي وإنهاء الأزمة في أسرع وقت ممكن.

في هذا الصدد، قال عمار العركي، الكاتب والمحلل السياسي السوداني، إن الجولة التي نفذتها قوى الحرية والتغيير لعدد من العواصم الإفريقية لم تحقق أهدافها، لكن المؤشرات الواقعية تؤكد أن القاهرة بيدها الشفرة ومفاتيح الحل لكل الأزمات السودانية.

وأضاف العركي لـ "الفتح" أنه رغم تحفظ الكتلة السياسية على أي تحرك مصري وترفض أي مقترح أو مبادرة تأتي من القاهرة، لكنها في نهاية المطاف لم تجد أمامها إلا القاهرة التي نجحت منذ نحو أسبوعين في جمع دول الجوار الست، وبتمثيل رؤسائهم، وتطابقت وجهات نظرهم خلال مخاطبتهم في الجلسة الافتتاحية حول ضرورة وقف الحرب، والوصول لحل شامل ودائم؛ وهذا في حد ذاته مؤشر قوي ينصب في اتجاه نجاح جهود مصر وتحقيق الهدف من تلك اللقاءات، وذلك مقارنة بالنواحي الشكلية والموضوعية لقمة "الإيجاد" التي ولدت ميتة، أو حتى المبادرات والمحاولات السابقة التي في مجملها لم تتوفر فيها الأبعاد المهمة والمؤثرة التي تميزت بها قمة الجوار ومؤتمر قوى الحرية والتغيير بالقاهرة.

وتابع أن الاتصالات التي أجرتها مصر خلال الفترة الماضية مع دول الجوار، وكذلك التحركات التي قام بها وزير الخارجية المصري سامح شكري في تشاد وجنوب السودان وجامعة الدول العربية، باعتبار أن مصر كانت هي دولة الاتصال في اللجنة المكونة من الأمين العام لجامعة الدول العربية ومصر والسعودية، تؤكد الرؤية المصرية بأهمية سرعة حل الأزمة وبمشاركة دول الجوار السوداني، ثم الحوار السوداني السوداني، وتلك اللقاءات مفيدة جدًّا بالنسبة للأوضاع السودانية والوصول لتحاور وحل سياسي سلمي بين أطراف الصراع.

أما الدكتورة أماني الطويل، الخبيرة بالشؤون الإفريقية فترى أن الخطاب السياسي للمؤتمر الصحفي لقوى لحرية والتغيير موفق في  نقاطه الأساسية؛ وهي أنهم ليسوا المعبرين الوحيدين عن القوي السياسية بالسودان الشقيق، وأنهم منفتحون على الحوار والنقاش مع الآخرين باعتبارهم جزءًا من الشعب السوداني.

وأضافت "الطويل" لـ "الفتح" أن الدعوة لتوحيد المبادرات جيدة وخطوة موفقة وصحيحة، وكذلك الاهتمام بالمسألة الإنسانية، إضافة إلى أن إدانة قوات الدعم السريع وممارساتها ضد جموع المدنيين كان مطلوبًا بشدة على المستوي الجماهيري.