صحفي سوداني لـ"الفتح": السودان يقترب من خطر المجاعة.. ولابد من وقف تمدد الدعم السريع

الجيش يتقدم في أم درمان ويسيطر على ولاية شمال دارفور.. و"الدعم السريع" تنتشر في الخرطوم وبقية مناطق دارفور

  • 42
الفتح - خالد الفلكي المحلل السياسي السوداني

قال خالد الفلكي، الصحفي والمحلل السياسي السوداني، إن الأوضاع الإنسانية السودانية سيئة للغاية باعتراف المنظمات الدولية الإنسانية وتحتاج إلى جهود إقليمية ودولية مكثفة لوقف الحرب ومعاناة المواطنين من جراء هذه الاشتباكات، ووصول المساعدات الإنسانية إليهم، سواء المحاصرين من قوات "الدعم السريع" أو حتى الموجودين في مناطق سيطرة القوات المسلحة السودانية، إضافة إلى أنهم يعانون من صعوبات جمة في التنقل والحصول على أساسيات الحياة. لافتًا إلى أنه يدور حديث إعلامي كثير الآن حول اقتراب السودان من مرحلة إعلان انعدام الغذاء.

وتابع: وربما المجاعة بسبب توقف الإنتاج الزراعي والصناعي في عدد كبير جدًّا من المصانع وتدمير البنية التحتية في الصناعة الزراعة في مناطق مهمة كانت عبارة عن مراكز رئيسة للغذاء في السودان. علاوة على نزوح ولجوء أكثر من 8-10 ملايين سوداني لمناطق آمنة، سواء أكان نزوحًا داخليًّا أو اللجوء إلى دول الجوار.

وأضاف الفلكي في تصريح خاص لـ"الفتح" أنه بخصوص الأوضاع أم درمان حاليًّا، فإلى حد كبير قوات الجيش تتقدم فيها مع الوقت، واستطاعت سحق "الدعم السريع"، وكان الكثير من المناطق تحت سيطرة "الدعم السريع" وهي مناطق استراتيجية والآن الجيش يتقدم فيها، وربما تكون هناك نسبة قليلة من المناطق لا تزال تحت سيطرة "الدعم السريع"  لكن الجيش يحاصرها؛ لذلك إذا استمر الجيش على هذا المنوال والتقدم والهمة في أم درمان فمن الممكن خلال أيام قلائل تحرير أم درمان الكبرى من "الدعم السريع". 

وأشار إلى أن الوضع في الخرطوم الآن توجد كثافة ووجود لـ"الدعم السريع" خاصة في الأماكن المهمة التي تخدم القيادة والمواقع الاستراتيجية بالقرب من الخرطوم أو جنوب الخرطوم التي تنتشر فيها مليشيا "الدعم السريع" وصولًا إلى حدود ولاية النيل الأبيض؛ وبالتالي فالوضع لا يزال معقدًا في الخرطوم ومناك مناطق يوجد فيها حزء كبير من كلا الطرفين (الجيش ومليشيا الدعم السريع). 

وبسؤاله بشأن الوضع في دارفور، قال إن قوات "الدعم السريع" تمددت كثيرًا فيها ما عدا ولاية شمال دارفور التي لا تزال صامدة وتحت سيطرة الجيش السوداني بمعاونة الحركات المسلحة. مشيرًا إلى أن الولايات الأخرى سقطت في قبضة مليشيا "الدعم السريع"، وتوجد مليشيا "الدعم السريع" أيضًا في بعض المناطق من ولايتي شمال وجنوب كردفان.

وأكد أنه رغم هذه الأزمة وتلك الانتهاكات وما شابه ذلك وما عاناه المواطن السوداني طيلة الفترة الماضية، وبالنظر إلى المشهد السياسي السوداني العام وحرب الجنوب التي امتدت لأكثر من 22 عامًا وسقوط العديد من الضحايا في صفوف الجيش السوداني ومناصريه وقتذاك وصلت لأكثر من 100 ألف، توجد آفاق لحل سياسي يحد من الصراع الدائر الآن من خلال العمل والتفاوض السياسي وتقدير المواطن السوداني والنظر لمعاناته، الذي أصبح الآن إمًا نازحًا في بعض الولايات الداخلية أو لاجئًا لدى دول الجوار؛ فهناك نحو 25 مليون سودانئ فقدوا المأوى وكل ما امتلكوه وأسسوه وفقدوا الأمن والأمان؛ وبناء عليه فهذا الوضع يحتم على الطرفين المتصارعين (الجيش والدعم السريع) الاعتبار بتك المعاناة والجلوس على طاولة التفاوض لإيجاد حلول سريعة وعاجلة على رأسها وقف الحرب ووقف العدائيات، والعمل على وضع آليات لكيفية عودة السودانيين إلى منازلهم، والنظر إلى أهمية الوضع الإنساني وضرورة وصول المساعدات الإنسانية، وإصلاح ما فسد فيما يتعلق بالأسواق، وإصلاح شبكات الكهرباء وسرعة عودتها؛ كي يمارس المواطنون حيواتهم العادية مثلما كان الوضع قبل بدء الحرب.

ولفت إلى أن السودانية جرب كثيرًا واقتنع أن "البندقية" لن توجد أي حل، ومهما كانت القوة العسكرية ومهما كان التمدد العسكري لن يكون هناك بناء، ولن توجد أية رؤية للأفق السياسي، ولن يكون هناك سلام مستدام إلا من خلال الحل السياسي والتفاوض، وتناسي الماضي بمراراته والدماء التي سالت، والنظر إلى أهمية إعادة تشكيل الدولة السودانية الوطنية وهذا هو الضروري الآن. مشددًا على أن المواطن السوداني يأمل الآن في العودة لدياره وأن يُرحم من معاناة التشرد والتنقل ويمارس حياته آمنًا مطمئنًّا كما كان سابقًا.