حُفَّتِ الجنَّةُ بالمكارِهِ.. "داعية" يوضح عقبات الطريق إلى الله وكيفية تجاوزها.. فيديو

  • 34
الفتح - الطريق إلى الله

قال الداعية الإسلامي سعيد السواح: إن وضوح العقبات التي يلقاها الإنسان في الطريق إلى الله، لن يكون طريق به رايحين وورود، وإنما طريق به عقبات كثيرة جدًا، وبالتالي لابد من معرفة العقبات ومعرفة كيف نتجاوزها، يقول الله تعالى: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214] هذا هو الطريق.

وأضاف "السواح" -في مقطع فيديو له عبر موقع "أنا السلفي"-: يظن البعض أن بأدائه للطاعات، أن هذا هو الطريق الموصل للجنة فقط، لذلك تجده يقيم الليل ويصوم النهار ويقرأ كتاب ربه سبحانه وتعالى، وتراه مسبحا مستغفرا ويتصدق، نعم هذا مطلوب، ولكنه جزء منه؛ لذلك قلنا لابد أن يكون التصور واضحًا ونعلم أن هناك عقبات في الطريق كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث أنس بن مالك: "حُفَّتِ الجنَّةُ بالمكارِهِ وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهواتِ" [صحيح ابن حبان].

وتساءل "فهل في حساباتك أن نصل الجنة بلا ابتلاءات وبلا نوازل وإصابات وبلا تضحيات؟!"، مجيبًا: لا، وإن كان ظنك ذلك لابد من تصحيحه، وقد ذكر لنا ربنا سبحانه وتعالى العقبات التي تعيق الإنسان في سيره وذكر لنا كيف نجوز هذه العقبات، وهذا ما كان يربي عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، عن خباب بن الأرت قال: شكونا إلى رسول الله وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له: ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا، قال: "كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضر موت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون" [صحيح البخاري].

واستطرد الداعية الإسلامي: هذا ابتلاء شديد جدًا، نذكر القصة كلامًا، ولكن لابد أن نتصورها في الواقع، ونستحضر لو تعرض شخص لمثل ذلك ماذا يصنع؟ ونرى كيف كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يربي أصحابه، فإن هذا هو الطريق للجنة، ابتلاءات، ونوازل، وشدائد، وضيق، وإيذاء، فهذا وضوح العقبات، ومنهج التعامل معها، ولابد أن نوقن أن العاقبة للمتقين.