أيام خير وبركة

آمال عبد الله

  • 17

حمد لله الذي منَّ علينا بأن جعلنا ممن يدرك مواسم الطاعات التي تأتينا لتطهر قلوبنا وتوقظها من الغفلة التي حلت بنا في الأشهر الماضية، جاء شهر رجب شهر من الأشهر الحرم التي بلغنا الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ألّا نظلم فيها أنفسنا.

وأن نجاهد فيه ونسدد ونقارب بين الطاعات فمن كان يترك السنن فليحافظ عليها قدر المستطاع، ومن هجر القرآن فليفتح مصحفه ويبدأ بورده اليومي مستعينًا بالله سبحانه وتعالى، حتى وإن كان ربعاً في اليوم، قيام الليل بركعتين يوميًا في الأسبوع فإن أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ ها قد شارف شهر الزرع على الرحيل ليأتي شهر شعبان شهر السقاية، الذي يسقي فيه الطاعات التي زرعناها في رجب فنجتهد أكثر وأكثر ونسارع في الخيرات ونواظب على الطاعة حتى إذا أتى شهر رمضان المبارك وهو شهر الحصاد شهر الخير والبركة  الذي نحصد فيه ما زرعناه في رجب وسقيناه في شعبان فحصاد الطاعة قد زاد فركعتي قيام الليل التي كانت مرة أو مرتين في الأسبوع مع المواظبة عليها أصبحت في شهر رمضان يومية وربع القرآن أصبح جزءًا أو اثنين والسنن والنوافل أصبحت شيئًا أساسيًا في يومنا دون ملل أو كلل، فالحمدلله على هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى فيا من لم يبدأ هلم إلى هذه الرحمات التي بقربها تسعد النفس وتطمئن 

بقربها من الله عز وجل فلربما جاء رمضان ولم نكن على قيد الحياة فاترك أثرًا طيبًا وجدد النية حتى إن وافتنا المنية أجرنا على نيتنا فاللهم استعملنا ولا تستبدلنا واجعلنا ممن يحسن استقبال مواسم الطاعة ويتزود من الخير الكثير بها.