قبل أن تستبدلوا.. "داعية" يوضح أهمية نصرة دين الله تعالى لتحقيق التمكين

  • 31
الفتح - الداعية الإسلامي سعيد السواح

قال الداعية الإسلامي سعيد السواح: هل فكرت يومًا أنه قد يستبدلك ربك ويأتِ بآخرين؟ وهل فكرت يومًا أن يذهب الله بك ويأتِ بآخرين؟ لعلك لم تفكر في ذلك، ولعلك لم تتصور ذلك، ولم يجل بخاطرك!

وأضاف "السواح" -في مقال له بعنوان "قبل أن تُسْتَبْدَلوا!" نشرته جريدة الفتح-: لك أن تتصور خطاب ربك للصحابة -رضي الله عنهم- الذين اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وإقامة دينه؛ ماذا قال الله في غزوة تبوك، وهي آخر غزوات النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ ذلك أنه لما بلغ النبي أن هرقل ملك الروم قد جمع الجموع وحشد الحشود لحرب النبي -صلى الله عليه وسلم- والقضاء على الإسلام، فأعلن النبي التعبئة العامة، وكان الوقت صيفًا والحرارة شديدة، مع وجود الجدب والمجاعة، فنادى الله على عباده الذين آمنوا مستحثًا إياهم ليخرجوا مع نبيهم -صلى الله عليه وسلم- لقتال أعداءه قي عقر دارهم؛ لأنهم قد عزموا على غزو المسلمين في ديارهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمْ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ} [التوبة: 38].

وتابع: ثم جاء الوعيد والتهديد إذا تخلوا عن نصرة رسولهم -صلى الله عليه وسلم- ونصرة دينهم، فتباطؤا ولم يسارعوا في تلبية النفير، ولم يشفع لهم ما قَدَّموا لدينهم قبل ذلك مِن جهادٍ وطاعاتٍ، قال تعالى: {إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 39].

وأشار "السواح" إلى التذكير بنصرة الله -تعالى- لرسوله -صلى الله عليه وسلم- في ظروف أصعب من ذلك؛ حتى لا يشعر أحدٌ بمنته على الإسلام، بل الله وحده هو الذي يمن على خلقه أن هداهم للإسلام، قال تعالى: {إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 40].

واستطرد: فلتعلم علم اليقين {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آخَرِينَ} [الأنعام: 133]، لا بد من أخذ الكلام بمحمل الجدية، لا بالاستهانة والاستخفاف، ولا بالتهاون واللا مبالاة: {خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ} [البقرة: 63]، وقال تعالى: {هَا أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38].

وأشار الداعية الإسلامي إلى أنه بسبب التخلف عن تحقيق ما اشترط الله علينا لا يكون تحقيق المشروط، فوعد الله لا يتخلَّف متى حققنا المطلوب، قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ . وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: 55-56].