أهمها انتشار المعاصي.. "داعية" يوضح أسباب زيادة الغلاء والبلاء وطرق علاجه

  • 53
الفتح - آثار الذنوب والمعاصي

أشار الداعية الإسلامي سعيد محمود إلى أن حديث الناس في هذا الوقت عن زيادة الغلاء والبلاء حديث الغني والفقير في الفترة الأخيرة، فغلاء الأسعار يتضاعف كل يوم على الفقراء، بل كل ساعة، بل أقل؛ مما جعل كثيرًا مِن الفقراء الصالحين يئنون تحت وطئته، ولسان حالهم ومقالهم يقولون: {رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: 286]، متسائلًا "فكيف الحال بالفقراء ضعفاء الدين والإيمان الذين صاروا يصرخون ويبكون ويجزعون؟!".

وأضاف "محمود" -في مقال له بعنوان "لماذا زاد الغلاء والبلاء؟!" نشرته جريدة الفتح-: منهم مَن يرجع ذلك إلى أسبابٍ سياسية -مثلًا- كالضغوط العالمية لإسقاط الدولة، أو كإخفاق السياسيين في إدارة الأزمة، ومنهم مَن يرجع ذلك لأسبابٍ اقتصادية كالرقود العالمي للتجارة، وآثار الثورات، وتوقف الاستثمارات، وتاريخ الدَّين الطويل، ونحو ذلك، ومنهم مَن يرجع ذلك إلى أسبابٍ اجتماعية وأخلاقية كجشع وفساد كثيرٍ مِن رجال الأعمال والتجار، وكإمساك وشح كثير مِن الأغنياء.


الأسباب الحقيقية لزيادة الغلاء والبلاء

وأوضح "محمود" أن هذه الأسباب كلها لا تتعارض، وكلها تصلح أن تكون أسبابًا مجتمعة لهذه الأزمة، ولكنها أسباب في الظاهر، وأما الحقيقة فهي نتائج لسببٍ واحدٍ وحيدٍ، وهو: الإعراض عن دين الله، وانتشار المعاصي والذنوب؛ هذا هو السبب الحقيقي، هذا هو السبب الوحيد لكل الأزمات، فأما ما تقدَّم، فهو وإن كان في ظاهره أسباب، فإنه في الحقيقة نتائج للسبب الوحيد، فالانحراف عن دين الله وانتشار المعاصي والفواحش هي سبب الخراب والغلاء، والهزائم والفشل، قال الله: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30].


علاج الأزمة والضغوط الحالية

وأكد الداعية الإسلامي أنه لن ينصلح اقتصاد، ولن يزول الغلاء، ولن ترفع الضغوط، ولن يكون استثمار، ولن... ولن... إلا إذا رجعنا إلى الله -عز وجل- وتبنا إليه، وأقمنا دينه: أفرادًا ومجتمعات؛ فعند ذلك تتبدل الأحوال إلى خير حال، قال -تعالى-: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} [الرعد: 11]، وقال: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} [الجن: 16]، وقال: {وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ . إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} [سورة العصر].