هل أعددنا أنفسنا لاستقباله؟ داعية يوضح كيفية الاستعداد لاستقبال شهر رمضان

  • 41
الفتح _ الاستعداد لشهر رمضان

قال الداعية الإسلامي سعيد محمود:  اقترب شهر رمضان، وهو مِن أعظم الأزمنة الفاضلة، ومواسم الجود الإلهي، حيث تُعتَق الرقاب، وتوزع الجوائز على الأحباب: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا جَاءَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ" (متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم- في رواية: "إِذَا كَانَ ‌رَمَضَانُ فُتِّحَتْ ‌أَبْوَابُ ‌الرَّحْمَةِ" (رواه مسلم)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ ‌قَامَ ‌رَمَضَانَ ‌إِيمَانًا ‌وَاحْتِسَابًا ‌غُفِرَ ‌لَهُ ‌مَا ‌تَقَدَّمَ ‌مِنْ ‌ذَنْبِهِ" (متفق عليه)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: "إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَيُنَادِي مُنَادٍ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ" (رواه الترمذي، وصححه الألباني).


أهمية الاستعداد للموسم الطاعات

أضاف"محمود" في مقال له بعنوان " العلامات الحسان على حسن الاستعداد لشهر رمضان" نشره "أنا السلفي" فجدير بالمؤمنين أن يتواصوا على تحصيل أعلى درجات الفوز بهذا الجود الإلهي بحسن الاستعداد؛ فهم أولى بذلك مِن دعاة الباطل، واللهو الفجور، الذين تتعاظم هممهم في الاستعداد لهذا الشهر: قال الله -تعالى-:"إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى" (الليل: 4).


تابع: الكل يستشعر قرب إقبال رمضان، ولكن هل أعددنا أنفسنا لاستقباله، وأين نحن من عظيم استعداد السلف لقدوم رمضان: قال معلى بن الفضل -رحمه الله-: "كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم!"، وقال يحيى بن أبى كثير -رحمه الله-: "كان مِن دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه منى متقبلًا".


استشعار فضل إدراك رمضان

أشار"محمود" إلى أن نسائم رمضان يستشعرها المحبون من الآن، فالمخلصون يستشعرون الخير بقلوبهم قبل إدراكه بأبدانهم: قال أنس بن النضر -رضي الله عنه ـ يوم أُحُد: (إِنِّي أَجِدُ رِيحَ الْجَنَّةِ دُونَ أُحُدٍ) (رواه البخاري)، وكان يعقوب -عليه السلام- يستشعر حياة يوسف -عليه السلام- بقلبه قبل حضور القافلة بقميصه: (وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلا أَنْ تُفَنِّدُونِ) (يوسف: 94).


المبادرة بفعل الخيرات

استطرد الداعية الإسلامي قائلًا: لقد حَثَّ الشرع على المبادرة بالأعمال الصالحة وعدم التسويف بها: قال الله -تعالى-: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) (الأنبياء: 90)، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغُلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ) (رواه الحاكم، وصححه الألباني)، وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "القوة في العمل ألا تؤخر عمل اليوم إلى الغد".


مَن زرع حصد

وجه "محمود" نصيحة لضرورة الاستعداد لمواسم الطاعات بفعل العبادات قائلًا: ازرع من الآن لتحصد في رمضان: "وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً" (التوبة: 46).