"العفاف هو البعد عما حرم الله لا الاقتراب منه".. داعية إسلامي يفند مزاعم القائلين بجواز العلاقات بين الشباب والفتيات

  • 99
الفتح - غض البصر أرشيفية

عقب الدكتور بلال عبد الجواد، الداعية الإسلامي، على  ما يتداول من أن العلاقة بين الشاب والفتاة جائزة ما دامت بعلم والدها ويغلفها العفاف، قائلًا: إن العلاقة التي تنشأ بين الشاب والفتاة، ويسميها الناس "الحب" هي مجموعة من المحرمات والمحاذير الشرعية والأخلاقية، ولا يتردد عاقل في تحريم هذه العلاقة؛ إذ فيها: خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، ونظره إليها، والكلام المليء بالحب والإعجاب مما يثير الغرائز ويحرّك الشهوات، بل قد تصل هذه العلاقة إلى ما هو أعظم من ذلك، كما هو واقع ومشاهد الآن.

وأكد "عبد الجواد" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- أن هذه المحرمات معلومة بأدلة الكتاب والسنة، وليس فيها استثناء سواء لما كان بعلم والدها أو لمن عزم على الزواج، بل ولا لمن خطب بالفعل؛ لأن الخاطب يظل أجنبيًا عن المرأة حتى يعقد النكاح عليها.

وأشار إلى أن مما جاء في تحريم الخلوة بالأجنبية ولو كانت مع خاطبها قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَلا، لا يَخْلُوَنَّ رَجُلٌ بِامْرَأَةٍ إِلا كَانَ ثَالِثَهُمَا الشَّيْطَانُ) [رواه الترمذي وصححه الألباني]، ومما جاء في تحريم نظر الرجل إلى المرأة قوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} [النور: 30]، ومما جاء في تحريم مصافحة المرأة الأجنبية قوله -صلى الله عليه وسلم-: "لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له" [رواه الطبراني وصححه الألباني]، موضحًا أن الإثم هنا على الرجل والمرأة سواء.

وتابع "عبد الجواد": وكذلك مما جاء في تحريم الخضوع بالقول قوله تعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا} [الأحزاب: 32]، لافتًا إلى أنه إذا كان هذا في حق أمهات المؤمنين الطاهرات -رضي الله عنهن- فإن غيرهن من باب أولى، مشددًا على أن ما يسمى بالحب بين الشاب والفتاة لا يخلو من محرم من هذه المحرمات، إن لم تجتمع كلها، وما هو أزيد منها، عافانا الله وسائر المسلمين من كل سوء.

وحول دعوى البعض بإباحة العلاقة إذا غلفها العفاف، قال الداعية الإسلامي: هو يقول "إن هذه العلاقة لا بأس بها إذا كان يغلفها العفاف" أفلا يدري القائل أن العفاف هو البعد عما حرم الله، فما ذكره في هذه العلاقة يخالف معنى العفة لغة وشرعًا، يقول ابن منظور في لسان العرب: "والعفة الكف عما لا يحل ولا يجمل"، وقال النووي: "وأما العفاف الكف عن المحارم وخوارم المروءة"، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فمن التقوى أن يعف عن كل ما حرمه الله، من نظر بعين، ومن لفظ لسان، ومن حركة بيد ورجل"، مضيفًا: وأظن أن كل هذه الأمور تقع في العلاقة التي زعم هذا القائل بأن العفاف يغلفها، ولكنها في حقيقتها أبعد ما تكون عن العفة والعفاف.