• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • موضحًا حقيقتها وما ينبغي للمسلم أن يعمل فيها.. داعية: عش في دنياك كأنك غريب مقيم في دار غُربة همه التزود في الرحلة للرجوع إلى وطنه

موضحًا حقيقتها وما ينبغي للمسلم أن يعمل فيها.. داعية: عش في دنياك كأنك غريب مقيم في دار غُربة همه التزود في الرحلة للرجوع إلى وطنه

  • 13
الفتح - الداعية الإسلامي سعيد السواح

أشار الداعية الإسلامي سعيد السواح إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: " قَلْبُ الشَّيْخِ شابٌّ علَى حُبِّ اثْنَتَيْنِ: طُولُ الحَياةِ، وحُبُّ المالِ "رواه مسلم، فمهما يتقدم الإنسان في العمر ويهرم وتضعف قوته وبدنه ويظهر عليه انحناء الظهر لكن تراه أكثر تشبثًا في الدنيا مع ما فيها من تعب ونصب. فالنفس تريد البقاء في الدنيا لمزيد من الاستمتاع بها وملذاتها وشهواتها ومع ذلك ترى الإنسان طويل الأمل مع حرصه الشديد للمال ، والإنسان مجبول على ذلك "فهذا أمر مفتور عليه الإنسان"


أضاف السواح في منشور له على صفحة "الفيس بوك":- فكان لابد من معالجة ذلك لنصل إلى قصر الأمل والاستعداد للآخرة، والاستعداد ليوم المعاد حيث يُوفى الإنسان ما زرعه في الدنيا، فحصاد ذلك يوم القيامة.


أوضح الداعية الإسلامي كيف كان نُصح النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه: فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول: " أخَذَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمَنْكِبِي، فَقَالَ: كُنْ في الدُّنْيَا كَأنَّكَ غَرِيبٌ أوْ عَابِرُ سَبِيلٍ، فكانَ ابنُ عُمَرَ يقولُ: إذَا أمْسَيْتَ فلا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وإذَا أصْبَحْتَ فلا تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وخُذْ مِن صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، ومِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ"رواه البخاري.


قال"السواح" ينبغي للمؤمن العاقل الرشيد اللبيب أن يتخذ الدنيا وطنًا ومسكنا ودار إقامة فيطمئن فيها، ولكن ينبغي أن يكون في الدنيا كأنه على جناح سفر يهيء جهازه للرحيل حتى إذا نادى المنادي الرحيل الرحيل كان قد أعد زاده لهذه الرحلة الطويلة، مشيرًا إلى نُصح مؤمن آل فرعون لقومه: {يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ} ["غافر39]، وكان نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: "ما لي وللدُّنْيا؟! إنَّما مَثَلي ومَثَلُ الدُّنْيا كمَثَلِ راكبٍ قال (أخذ قيلولة) في ظِلِّ شَجرةٍ في يومٍ صائفٍ، ثُمَّ راح وتَرَكَها"رواه الترمذي.


أشار "السواح" إلى نُصح علي بن أبي طالب رضي الله عنه ماذا قال لنا عن دنيانا وأخرانا: "إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ولكل منهما بنون: فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل"، موضحًا عش في دنياك كأنك غريب مقيم في دار غُربة همه التزود في الرحلة للرجوع إلى وطنه أو كأنك عابر سبيل مسافر غير مقيم بل يسير إلى بلد الإقامة، فلا يكن همك إلا التزود بما ينفعك عندما تعود من دار غربتك إلى دار إقامتك: {وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة19]


واصل حديثه قائلًا: فأكثر الناس إلا ما رحم ربي اشتغل بجمعها واكتنازها والمنافسة فيها ورضوا بالإقامة فيها والتمتع بشهواتها وفي المقابل تركوا الاستعداد للآخرة والوقوف بين يدي مولاهم الذي أحصـى عليهم أعمالهم فيها ليوفيهم أجورهم يوم القيامة، واستمع إلى محمد بن واسع رجمه الله تعالى لما قيل له كيف أصبحت؟ ، قال ما ظنك برجل يرتحل كل يوم مرحلة إلى الآخرة؟!.


تابع: فلتستمع بأذنيك وأركانك ولتنصت بقلبك إلى هذا المثل الذي ضربه الله تعالى لك للدنيا لتراها على حقيقتها. {إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتْ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [يونس24]، ثم كانت دعوة الله لنا بعد هذا المثل {وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [يونس25].