بين الدكتور محمد سعد الأزهري، الخبير الأسري والتربوي، مجموعة من القواعد التي تجعل المسلم سالماً، موضحا أن أبرز هذه القواعد هو حسن الظن.
وتحت عنوان "حتى تظل سالماً"، أوضح الأزهري في منشور له عبر "فيس بوك" أن الأصل في التعامل مع المسلم حُسن الظن، واستبدال ذلك بالشك دون وجود ما يدل عليه خطر عليك بل ودليل على اضطراب الروح وحاجتها إلى الأمان.
كما أوضح الخبير التربوي أن سوء الظن ما ظننته من سوء رأيك في غيرك بلا دليل، أو لأجل حقد في نفسك عليه، أو لسوء نية تكون، أو خبث حال فيك، تعرفها من نفسك، فتظن أنها في غيرك، وتقيسه بك، فهذا هو الخطر العظيم.
ونوه الأزهري إلى أن سوء الظن يُمرِض القلب، فأصحابه يميلون للهمز واللمز، والتشهير والعيب، والقدح والذم، مما يجعل صاحبه عُرضه للبغض والهمز واللمز وسائر أنواع الرد عليه، فلقد جعل نفسه مباحاً لأمثاله ممن يجيدون فنون هذا المرض.
وأضاف قائلا: عندما يتمكن مرض سوء الظن من صاحبه فهو أخطر عليه من السحر، لأن الأوراد وقراءة القرآن سبب للشفاء، أما ما هو عليه من تغوّل على ما في قلوب الناس ونواياهم، فإنه يؤدي إلى القطيعة والابتعاد والنفور، وهنا تصير العلاقات بين الخلق وصلة الأرحام شقاقاً بدلاً من الوئام.
وبين الأزهري أن التجسس على الهاتف، وفتح الأدراج المغلقة، وتتبع الغير بالسير خلفه، والسؤال عما غاب عنك، كل ذلك بسبب سوء الظن حتى تحوّلت من إنسان سوى، يعظّم الشرع ويُحب المسالمة ويكره التفتيش خلف الناس، إلى مريض بهذا الهوى حتى يهوي بك في غياهب الظنون.
وواصل الخبير التربوي سرده لتلك القواعد، قائلا: الحذر ليس من مجرد إساءة الظن، والظن العارض فى القلب تجاه غيرك ليس منه كذلك، فالمحرم هو استقرار الظن لا مجرد وروده على القلب، فلا يوجد انسان إلا وتحيط به الظنون العارضة، فسواه النفسي وإيمانه يمنعانه من المضي فيه، والضعيف هو من يسمح للمارٌ بالسكون والاستقرار، فيصير المعفو عنه محرّماً ومؤذياً.
وأفاد بأن علاج هذه الآفة "سوء الظن" يكون بتجنّب الحكم على النيات، وحمل الكلام والأفعال على المحمل الحَسن، وأن تنشغل بنفسك وبتزكية قلبك، وأن تبتعد عن أصدقاء السوء ممن يستبيحون الحديث في الظنون، وإياك أن تكون مروّجاً للإشاعات، أو ساكتاً عند ذكرها أمامك، بل عليك إنكار ذلك حتى يسلم قلبك من الظنون، وعليك أن تدرك أن عقوبة الظن السيء وحشة في القلب وخبث في النفس وما أحقرها من صفات.