عاجل
  • الرئيسية
  • الأسرة والطفل
  • خبير تربوي: لابد من التغافل والتجاهل والتفويت الناعم حتى نستطيع أن نكمل حياتنا بلا اضطرابات في غير محلها

خبير تربوي: لابد من التغافل والتجاهل والتفويت الناعم حتى نستطيع أن نكمل حياتنا بلا اضطرابات في غير محلها

  • 23
الفتح - أرشيفية

قال الخبير التربوي والأسري محمد سعد الأزهري: عندما يكبر المرء تتراكم خبراته وكذلك أحزانه، ويصبح ضيق العطن، ولا يستطيع التغافل بسهولة، موضحًا أنه إذا وسع صدره وتعلم التغافل، سيجني خيرًا كثيرًا، وخلاف ذلك سيظل ناقدًا أومعلقًا أو مقارنًا لمن معه، حتى تصبح الحياة عبارة عن احتقان يزيد مع الأيام، حتى يضيّع ما تبقى له من العمر في صراعات يمكن التغاضي عنها بكل سهولة، وذلك عندما يستشعر أن تراكم التعليقات والمقارنات لا يمكن أن يؤدي لحياة سوية.

وأضاف "الأزهري" -في منشور له عبر صفحته الشخصية على "الفيس بوك"- أن هناك طباع جبلية، يصعب أن تغيرها فيمن حولك، كالبطء والاندفاع والصوت العالي والكسل وغير ذلك، ناصحًا كل من تجاوز الخمسين سنًا أو من تجاوزها نفسيًا رغم صغر سنه، أن يتعلم التغافل والتجاهل والتفويت الناعم؛ حتى يستطيع أن يُكمل حياته بلا اضطرابات في غير محلها.

وتابع: فالعاقل من ظل يحلّق بمن معه في السماء، خصوصًا بعد زمن طويلٍ من التحليق واجهوا فيها صِعاب ومُلمّات وقفزوا سويًا فوق حواجز المشكلات والأزمات، متسائلًا "فهل بعد هذا كله يلجأ الكبير إلى الابتعاد والانزواء وحيدًا وهو في أمسّ الحاجة إلى الرفيق والصديق والأنيس؟!"، مشيرًا إلى أن الأُنس بالله هو أفضل شيء في الحياة، ولكن الله سبحانه هو من قال "خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا" [الروم: 21]، متسائلًا "فهل بعد هذا العمر يمكن أن نُفرّط في السكينة لأسباب لا ترقى لذلك ويمكن التغافل عن كثيرٍ منها؟".

وقال الخبير التربوي: أُدرك جيدًا أن بعض الناس سيبدأ في ذكر التفاصيل والأسباب الذي دعته للابتعاد أو الانفصال، ولكن لو تريّث قليلًا قبل الشكوى ونظر في المعنى المراد، لتحمل وأكمل ومضى مُحلِقًا كما كان.

الابلاغ عن خطأ