الأطفال العاملون أزمة تبحث عن حل.. المركزي للتعبئة العامة والإحصاء: 2.8 مليون طفل عامل

  • 145
صورة أرشيفية

ظاهرة عمالة الصغار قديمة ظهرت وتفاقمت مع الظروف الاقتصادية المتردية التي نحياها، وهناك أكثر من 2 مليون طفل أقل من 15عامًا يعملون رغم وجود اتفاقيات دولية تحد من عمل الأطفال.

قال عمار أسامة (13 عامًا)، يعمل في فرن ويدرس بعد الخروج من العمل، والده سواق ولديه 4 أخوات: "أنا بشتغل علشان أساعد أبويا في مصروف البيت، والعيشة صعبة واحنا لا نملك أي باب للرزق، حتى أمي تعمل أيضًا، ولو عندنا فلوس ومرتاحين زي بقية الخلق مكنتش اشتغلت وأخويا بيشتغل صبي سباك".

ومن هذا النمودج لآخر، حيث أن هناك طفلًا أصابه العمل بعاهات خطيرة ومستديمة؛ فيجلس رمضان في ورشه لتصليح الدراجات النارية مُلثَّم دائمًا، وفي عينه الدموع والخوف ممن يقترب منه.

حسب آخر تقرير للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن عدد الأطفال العاملين بلغ 2.8 مليون طفل بنسبة 9.3 من إجمالي عدد الأطفال في مصر، وغالبًا ما يعمل الأطفال الذكور في المهن الحرفية كورش صيانة السيارات أو في النجارة أو السباكة أو غيرها، فيما تعمل الإناث في المصانع مثل مصانع الملابس وغيرها، أو العمل في خدمة الأسر بالمنازل.

قالت الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: إن هناك فجوات وحواجز كبيرة بين المؤسسات ومتخذي القرار في الدولة، ولابد من امتلاكهم للقرارات الحاسمة للتصدي لتلك الظواهر.

وأضافت، أن هناك مجموعة من العوامل المتعددة لتضخم تلك الظاهرة، ومن أهمها العوامل الاجتماعية والثقافية، وعلى رأسها الاقتصادية، ويجب وجود حماية تأمينية لهؤلاء الأطفال والحد من المشكلة للوصول إلى الهدف الاستراتيجي، وتفعيل دور منظمات المجتمع المدني كشريك أساسي في عملية الرقابة على المؤسسات التي يعمل بها الأطفال.

وأشارت أستاذة علم الاجتماع، إلى ضرورة تطوير العملية التعليمية للحد من ظاهرة التسرب التي تمثل الظاهرة الأساسية، والتوسيع في التعليم المهني وربطه بسوق العمل؛ كي يتم إعادة جسور الثقة بين المؤسسات ومتخذي القرار والقائمين على التشغيل والتدريب؛ حتى لا يقع الطفل فريسة للعمل في الصغر وتحت طائلة المستغلين.

قال الدكتور الغمري الشوادفي، عميد كلية الخدمة الاجتماعية بكفر الشيخ: إن هذه الظاهرة لابد من التصدي لها بكل حزم وقوة، وتعديل مسار هذه الشريحة إلى المسار الصحيح، وهو إلزامهم بالتعليم عامة والتعليم المهني خاصة، ومكافحة تسربهم منه.
وأضاف الشوادفى، أنه لابد من توفير المعيشة الكريمة لهذه الشريحة ولأسرهم وإعانتهم.