طوق نجاة

  • 155

أصحاب الشركات والمشاريع التجارية للحفاظ على أموالهم لهم وقفات

لعمل جرد وتصفية وحسابات؛ للنظر في الأرباح والخسائر، فإن وجد نقصا في الأرباح أو زيادة في الخسائر؛ ? بد من المساءلة والتحقيق وعقاب المقصرين، كل هذا للحفاظ على الأموال.. فكيف الأمر إذا كان يتعلق بمستقبل دعوة ودين وأمة بعد مرور شهور وأيام على أزمة نحياها بسبب قرارات اتخذت من هنا وهناك؟! يجب على أصحاب المشروع الإسلامي الذين هم أمل الأمة أن يقفوا مع أنفسهم وقفة صدق وإخـلاص لحساب الأرباح والخسائر بعد هذه الأموال التي أنفقت، والأرواح التي أزهقت، والأنفس التي حبست واعتقلت، والمظالم التي وقعت، والشباب الذي شرد وضاع، والأمل الذي فقد.

 وقفة صدق ومحاسبة للمسئول عن ذلك، الذي اتخذ القرار وأصر عليه؛ محاسبة للمقصر في الشورى، مقصر للنظر في عواقب الأمور والقرار. فإذا عرف من هو فرد أو مجموعة ف? بد من اتخاذ القرار الجريء والحازم في اتجاهين: 

ا?تجاه الأول (وهو الأهم): الاعتراف بالخطأ والتراجع عن هذا المسار الذي سبب هذه الخسائر فورا، وع?ج تداعياته وآثاره السلبية على الفرد والجماعة .

ا?تجاه الثاني: تنحية تلك القيادة التي اتخذت هذه القرارات واستبدالها بقيادة أخرى، وفى ذلك درس وعبرة وبيان أنه ليس أحد فوق المساءلة، وليس عندنا معصوم، كما أن فيه تقديم للمصلحة العامة على مصلحة الفرد .

 اعلم أن هذا الأمر مؤلم ويغضب الكثير، ولكنه نصيحة لله ولعباده المؤمنين ?يجاد طوق نجاة للأمة، ومخرج من الأزمة، وفتح باب تجديد ل?مل، وتصحيح للمسار .

ليس عيبا أن نخطئ، ولكن العيب أن نصر على الخطأ ونبرره، ونلتمس له المعاذير. فهل من وقفة صادقة مخلصة للمراجعة والمحاسبة لإنقاذ هذا الشباب الطاهر ووضعه على الطريق الصحيح؟!

 فهل نغير من أنفسنا، ونصحح أوضاعنا، ونعترف بأخطائنا؟!

( إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى? يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ).