المرأة بين تكريم الإسلام وإهانة الغرب (3)

  • 51

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

تكريم المرأة أمًّا:

فقد جاءت نصوص الشرع لتوصِي بالأم حُسْنًا، قال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) (لقمان: 14).

وجاء رجلٌ الي رسول الله صلي الله عليه وسلم فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: (أُمُّكَ) قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (ثُمَّ أُمُّكَ) قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: (ثُمَّ أَبُوكَ) (رواه مسلم).

تكريم المرأة بنتًا وأختًا:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنِ ابْتُلِيَ مِن هذِه البَنَاتِ بشيءٍ كُنَّ له سِتْرًا مِنَ النَّارِ) (رواه البخاري).

فمن وَهَبَه الله شيئًا من البنات فأحسن إليهن بالقيام بحقوقهن وتربيتهن ونحو ذلك، كن له سترًا من النار، وسُميت هبةُ الإناث ابتلاءً؛ لما من كفالتهن وتربيتهن من المشقة، فالابتلاء بمعنى الاختبار؛ أي: من اختُبر بشيء من البنات لينظر ماذا يفعل؛ أيُحسن إليهن أم يُسيء، قال صلى الله عليه وسلم: (مَن كان له ثلاثُ بناتٍ أو ثلاثُ أخَواتٍ أو ابنتانِ أو أُختانِ فأحسَن صُحبتَهنَّ واتَّقى اللهَ فيهنَّ دخَل الجنَّةَ) (رواه ابن حبان، وحسنه الألباني).

تكريم المرأة زوجةً:

قال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء: 19)، وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه الشيخان في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا؛ فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شَيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا) (رواه مسلم).

وجعل الإسلام للمرأة كزوجة حقوقًا كثيرة، منها:

·     المهر وإلزام الرجل بالإنفاق عليها من مأكل وملبس، وشرب ومسكن، وغير ذلك.

·     وجعل الإسلام العلاقة بين الرجل وزوجته قائمة على الاحترام والأمانة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِن أَعْظَمِ الأمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا) (رواه مسلم).

·       وجعل الإسلام للمرأة حقوقًا كحقوق الرجل، قال تعالى: (وَلَهُنَّ مِثلُ الَّذِي عَلَيهِنَّ بِالمَعرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) (البقرة: ٢٢٨).

·       وجعل الإسلام لها أهلية في تحمل الالتزامات وإجراء مختلف العقود من بيع وشراء ورهنٍ، وهبة، ووصية، وغيرها.

·       وجعل لها ثروتَها الخاصة وذمَّتَها المالية المستقلة عن زوجها، ولا يجوز للزوج أن يأخذ شيئًا من مالها إلا بإذنها، قال تعالى: (وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) (البقرة: ٢٢٩)؛ إلا في حالة الخلع فيجوز للمرأة أن تفتدي نفسها لأنه عوض لتحصيل مقصدها من الفُرقة.

·                وجاء الإسلام بتقييد الطلاق بما يمنع ظلم المرأة، فكان الطلاق في الجاهلية بلا نهاية، يطلقها فإذا اقترب وقت انقضاء عدَّتها راجعها ثم يطلقها وهكذا... فأنزل الله عز وجل: (الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ) (البقرة: ٢٢٩).

·                وجاء الإسلام بتحديد تعدد الزوجات، قال تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا﴾ (النساء: 3).

·                وكان نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم المثل والقدوة مع أهله في بيته، فهذه صور رائعة من تعامل النبي صلي الله عليه وسلم مع زوجاته؛ يواسي زوجته، يقدِّر مشاعرها، يسمع شكواها، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: لمَّا بلغَ صفيَّةَ أنَّ حفصةَ قالت: بنتُ يهودِيٍّ فبكت، فدخلَ عليها النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وهيَ تبكي، فقالَ: (مَا يبكيكِ؟) قالتْ: قالتْ لي حفصةُ إنِّي بنتُ يهوديٍّ، فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: (وإنَّكِ لابنةُ نَبِيٍّ وإنَّ عمَّكِ لنبيٌّ، وإنَّكِ لتحتَ نبيٍّ؛ ففيمَ تفخرُ عليكِ؟!) ثمَّ قالَ: (اتَّقي اللَّهَ يا حفصةُ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

وسُئلتْ عَائِشَةُ رضي الله عنها: ما كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصْنَعُ في بَيْتِهِ؟ قالَتْ: "كانَ يَكونُ في مِهْنَةِ أهْلِهِ -تَعْنِي خِدْمَةَ أهْلِهِ- فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ خَرَجَ إلى الصَّلَاةِ" (رواه البخاري).

وقد استشار زوجَّته أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها، فأشارت عليه وقَبِل مشورتها في صلح الحديبية؛ هكذا كانت حياة النبي صلى الله عليه وسلم مع زوجاتِه؛ حب ورعاية، وعطف وتقدير، تقول عائشة رضي الله عنها: "كنتُ أشرَبُ وأنا حائِضٌ، ثم أُناوِلُهُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَضَعُ فاهُ على مَوضِعِ فِيَّ، وكنتُ أتَعرَّقُ العَرْقَ وأنا حائِضٌ، ثم أُناوِلُه النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فيَضَعُ فاهُ على مَوضِعِ فِيَّ" (رواه مسلم)،  أي: يَضَعُ فَمَه على الموضِعِ الَّذي كانت تَضَعُ عليه فَمَها، فيَشرَبُ من مكانِ شُربِها، وإذا أكَلَت ما على العَرقِ -وهو العَظمُ الَّذي عليه بَقيَّة من لَحمٍ- أخَذَه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأكَلَ مِنَ المَوضِعِ الَّذي كانت تَأكُلُ منه، وكان ذلك تَطييبًا لقلبِها، وإذهابًا للحُزنِ الَّذي يَأتيها وقتَ الحَيضِ، وهو أيضًا من حُسنِ العِشرةِ وحُسنِ المُلاطَفةِ بين الأزواجِ.

أما المرأة الأجنبية:

فقد وضع الإسلام ضوابط لحفظ حقوقها ومنع التعدي عليها ولو بنظرة، قال تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور: ٣٠)،

وحُرم على الرجل أن يمس جسدها حتى ولو بالمصافحة؛ احترامًا لها وإجلالًا، قال صلى الله عليه وسلم: (لَأنْ يُطعَنَ في رأسِ رجلٍ بِمِخْيَطٍ من حديدٍ خيرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يمَسَّ امرأةً لا تَحِلُّ لَهُ) (رواه الطبراني، وصححه الألباني).

وأوصى الشرع بإعانة المرأة حتى ولو كان أجنبية، قال صلى الله عليه وسلم: (السَّاعِي علَى الأرْمَلَةِ والمِسْكِينِ، كالْمُجاهِدِ في سَبيلِ اللَّهِ، أوِ القائِمِ اللَّيْلَ الصَّائِمِ النَّهارَ) (متفق عليه).

وجاءت الشريعة الإسلامية بعدة أحكام من شأنها الحفاظ على المرأة وصيانة عفتها وكرامتها وحمايتها، وكذلك حماية المجتمع والحفاظ على طهارة المجتمع المسلم، ومن هذه التشريعات والأحكام: فرض الحجاب - النهي عن التبرج والاختلاط - تحريم الخلوة بالأجنبية - تحريم الخضوع بالقول - وألا تسافر امرأه إلا مع ذي محرم.

والإسلام أعزَّ المرأة وأكرمها وأعطاها حقوقها وردَّ لها كرامتها وإنسانيتها؛ يشهد لذلك قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما جاء في صحيح البخاري: "كُنَّا في الجاهِلِيَّةِ لا نَعُدُّ النِّساءَ شيئًا، فَلَمَّا جاءَ الإسْلامُ وذَكَرَهُنَّ اللَّهُ، رَأَيْنا لهنَّ بذلكَ عليْنا حَقًّا" (رواه البخاري).

وضع المرأة في الغرب:

المرأة في عقيدة الغرب هي سبب الخطيئة والشرور، ومنبع المعاصي والفجور، وهي التي لم تعرف عندهم -في وقت من الأوقات-: هل هي إنسان أم غير إنسان؟! وفي القانون الإنجليزي حتى عام 1805 ميلادي كان يصح للرجل أن يبيع زوجته بستة (6) بنسات فقط حتى جاءت الثورة الفرنسية ونادت بتحرير الإنسان من تسلط الكنيسة ونبذ الدين والمناداة بالعلمانية، وإطلاق الحريات والمناداة بتحرير المرأة ومساواتها مطلقا بالرجل، واقتحامها لميادين العمل؛ حتى الأعمال التي لا يقدر عليها إلا الرجال، والمناداة أن تتمتع المرأة بشبابها وحريتها حتى وصل الأمر الآن في بعض البلاد والعربية والإسلامية التي حذت حذو الغرب إلى الدعوة أن تتزوج المسلمة من الكافر وغير ذلك من الدعاوى الخبيثة، في ضوء القوانين المدنية، وفيما يُعرف بالزواج المدني وذلك إعمالًا لقواعد ومناهج العلمانية وهي فصل الدين عن الحياة.

ومن هنا يتضح الفرق بين المرأة المسلمة والمرأة الغربية، ويتضح أيضًا عدم صحة إسقاط الحلول الغربية على المجتمع المسلم، وهذا الاختلاف لا يفهمه دعاة التحرير الذين يعملون لحساب الغرب عن قصد أو عن عمد، ويثيرون العديد من الشبهات حول المرأة المسلمة، ويريدون أن يحرِّموا ما أحل الله من تعدد الزوجات، ويدعون إلى مساواة المرأة بالرجل في الميراث، ويريدون للمرأة المسلمة أن تخرج كاسية عارية تخالط الرجال، بدعوى الحرية والمساواة!

يريدون أن تصبح المرأة المسلمة صورة من المرأة الغربية، وأن تكون تابعة للغرب، وأن تنسلخ من دينِها وشريعتِها وأخلاقِها وكرامتِها، وأن تكون ألعوبة بيد كل غادر، والهدف من ذلك -كما يريد الغرب وأعداء الإسلام- هو: هدم القيم الأخلاقية في المجتمع المسلم، وهدم الأسرة التي تُعد المرأة هي محورُها الأساس ومِن ثَمَّ هدم الأمة بأسرها؛ لأنهم فطنوا لمكان المرأة ودورها في صناعة الأمة وتأثيرها على المجتمع فعلموا أنهم متى أفسدوا المرأة ونجحوا في تغريبها وإضلالها، فحين ذلك تهونُ عليهم حصونُ الإسلام، بل يدخلونها مستسلمة.

قال أحد القادة الماسونيين: كأس وغانية يفعلان بالأمة المحمَّديِّة ما لا يفعله ألفُ مدفع، فأغْرِقُوها في حبِّ المادة والشهوات.

وقال الحاخام اليهودي (ريتش ورون): شعبُنا محافظ مؤمن، ولكن علينا أن نشجع الانحلال في المجتمعات غير اليهودية؛ فيعم الكفر والفساد، وتضعف الروابط المتينة التي تعتبر أهم مقومات الشعوب، فيسهل علينا السيطرة عليها وتوجيهها كيفما نريد.

حينما أطلق الغرب الحرية للإنسان وبالأخص المرأة، وبدون ضوابط أو قيود أدَّى ذلك لانهيار المجتمع الغربي، وامتهان المرأة أشد الامتهان.

وهل الحرية أن الإنسان يطلق لنفسه العنان يفعل ما يشاء وقت ما يشاء كيفما يشاء، هل تعني التقليل من المسؤوليات والواجبات حتى يصبح الإنسان كالحيوان ليس له هدف إلا إشباع غرائزه وشهواته؟

هذه هي الحرية بمفهومها الغربي، إنَّ الحرية في الغرب معناها الإباحية والتحرر من كل القيم التي ترفع من شأن الإنسان، هذه الإباحية التي يعتنقها الغرب جعلت المرأة عندهم منفلتة من أية ضوابط أخلاقية، جعلتها سلعة تُستغل أبشع استغلال.

أمَّا الحرية في الإسلام فهي حرية مقيَّدة بضوابط الشرع الذي في اتباعه تحصيل السعادة والكرامة والعيش الطيب في الدنيا والنجاة في الآخرة، فما الذي وصل إليه المجتمع الغربي بعد هذه الحرية المطلقة؟ وما هو حال المرأة الغربية الآن؟

حقيقة حياة المرأة الغربية:

في تقرير للمراكز الأمريكية الحكومية للسيطرة على الأمراض: متوسط عدد النساء اللاتي يقيم معها الرجل الأمريكي علاقات جنسية هو سبع نساء، بل إن 29% من الرجال قد أقاموا علاقات جنسية مع أكثر من 15 امرأة في حياتهم. ونشر في بي بي سي دراسة أجريت على 14 دولة أظهرت أن: 42 % من البريطانيين اعترفوا بإقامة علاقة مع أكثر من شخص في نفس الوقت بينما نصف الأمريكيين يقيمون علاقات غير شرعية مع غير أزواجهم) .وكانت النسبة في إيطاليا 38٪ وفي فرنسا 36٪(. وفي أمريكا 10.4 مليون أسرة تعيلها الأم فقط (دون وجود أب).

وفي أمريكا وحدها يقتل بالإجهاض أكثر من مليون طفل سنويًّا!

الأمراض الجنسية:

ولا تقتصر معاناة النساء على ألم الخيانة والفراق، بل قد تتعرض للأمراض الجنسية المهلكة بسبب انتشار الفواحش. ففي أمريكا: أكثر من 65 مليون شخص مصابون بأمراض جنسية لا يمكن شفاؤها.

الاغتصاب:

في أمريكا يتم اغتصاب 683 ألف امرأة سنويًّا أي: بمعدل 78 امرأة في الساعة، مع العلم أن 16% فقط من حالات الاغتصاب يتم التبليغ عنها!

العنف الأسري:

1320 امرأة تقتل سنويًّا أي: حوالي أربع نساء يقتلن يوميًّا بواسطة أزواجهن أو أصدقائهن في أمريكا.

و40 - 50 % ممن يقتل من النساء في أمريكا يكون القاتل هو شريكها الحميم (زوج أو صديق) (intimate partner) . وسنويًّا حوالي 3 ملايين امرأة في أمريكا يتعرضن لاعتداء جسدي من زوج أو صديق. و22.1 % من النساء في أمريكا تعرضن لاعتداء جسدي من زوج أو صديق (حالي أو سابق).

أكد تقرير لوزارة العمل الأمريكية أن: معظم النساء في الغرب يعملن في الوظائف ذات الأجور المنخفضة والمكانة المتدنية، وحتى مع الضغوط التي تبذلها الحكومة في تحسين وظائف النساء فإن 97 % من المناصب القيادية العليا في أكبر الشركات يشغلها رجال. وفي تقرير آخر لوزارة العمل الأمريكية:89  % من الخدم وعمال التنظيف هم النساء.

وبدلًا من مكان العمل الآمن في المنزل عملت المرأة الغربية واختلطت بالرجال وتعرضت للاضطهاد والابتزاز والتحرش الجنسي بمعدلات هائلة.

وأكدت دراسة قامت بها وزارة الدفاع الأمريكية أن: 78 % من النساء في القوّات المسلّحة تعرضن للتحرش الجنسي من قبل الموظّفين العسكريين. وانتشرت في أمريكا وأوروبا مطاعم تقدم الطعام على أجساد النساء العاريات (نيويورك تايمز عدد 18 -4-2007، وعدد 24 -8-2008 وأعداد أخرى)، ونساء عاريات يغسلن السيارات.

وحوالي خمسين ألف امرأة وطفلة يتم تهريبهن إلى الولايات المتحدة سنويًّا لاسترقاقهن وإجبارهن على ممارسة البغاء. وتفنن الغرب في جر النساء إلى أعمال مخزية ومهينة نافسوا فيها صور العبودية القديمة؛ لقد أصبح استغلال أجساد النساء في شتى صور الإباحية صناعة عظيمة في الغرب حيث تجلب 12 مليار دولار سنويًّا في أمريكا وحدها.

الضياع والمعاناة النفسية والانتحار:

الدول الغربية من أكثر دول العالم في ارتفاع معدلات الانتحار.

مات 47، 646 شخصًا في الولايات المتحدة انتحارًا العام الماضي، وفقًا لتقرير جديد صادر عن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها، أي: بمعدل حالة وفاة انتحارًا كل 11 دقيقة.

ومن المشاهير الذين انتحروا نجمة هوليود (مارلين مورنو)، ونجمة التمثيل الشهيرة (مادلينا مانويل).

نهاية حياة المرأة الغربية:

وهذا الدمار المجتمعي والانحلال الخلقي والتفكك الأسري في المجتمع الغربي كله ناتج عن خروج المرأة عن دورها كأم وزوجة، وتخلِّيها عن صفة العفة والكرامة، تعيش المرأة الغربية في شبابها حالة من الصراع مع مجتمعها، وعندما تتقدم في السن لا تجد لنفسها دورًا في المجتمع، فتقضي ما تبقى من عمرها وحيدة أو مع كلب أو قطة أو في دار عَجَزَة إن كان لديها ما يكفي من المال؛ 50% من النساء الأمريكيات ممن تجاوزن 75 سنة يعيشن وحدهن، بينما المرأة المسلمة إذا بلغت هذا السن تجد الرعاية والحب والحنان من أبنائها وبناتها وأحفادها، فشتان بين امرأة مُكرمَة مُنعمَة وبين امرأة مًهانَة مُحتقَرة؛ هذا هو الفرق بين المرأة المسلمة والمرأة الغربية.

وإن كان ثَم أي ظلم واقع على بعض النساء في بعض المجتمعات والبيئات الإسلامية فهذا ليس سبَبُه الإسلام، بل سبَبُه البعد عن الإسلام وضعف التمسك بالإسلام بسبب الجهل أو بسبب الحملات التغريبية التي يقوم بها الغرب لمسخ هوية الشعوب الإسلامية، وليست المرأة وحدها هي من تعاني بسبب هذا الجهل وهذا البعد عن الإسلام، بل المرأة والرجل كلاهما.

كانت هذه جولة سريعة مع المرأة وبيان الفرق بين تكريم الإسلام لها وإهانة الغرب لها، وما وصلت إليه المرأة الغربية في المجتمعات الغربية؛ كمحاولة لفهم الهدف الذي ينشده الغرب وأعوانه في بلادنا من الخوض في قضايا المرأة بما يخالف الشرع والدين، ولتعلم كل امرأة -قبل أن تُخدع بشعارات هؤلاء وعباراتهم البراقة عن حرية المرأة وحقوق المرأة على الطريقة الغربية- إلى أين المصير!

نسأل الله عز وجل أن يهدينا سواء السبيل وأن يحفظ نساء المسلمين وبنات المسلمين.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.