العربي يأسف لعدم وجود مبادرات جدية لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية

  • 111
نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية


عبر الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، عن أسفه الشديد لأنه لا تزال القضية الفلسطينية – قضية العرب المركزية- المحورية الأولى، تشهد حالة من الجمود في ظل عدم وجود أي مبادرات جدية لإيجاد حل عادل وشامل ودائم لهذه القضية المحورية التي يرتكز عليها إلى حد كبير الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.


وشارك العربي في أعمال الدورة السابعة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني بالعاصمة القطرية الدوحة، والذي عقد اليوم "الخميس" برئاسة الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير خارجية دولة قطر وبحضور "وانغ يي" وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية.


وقال الأمين العـام لجامعـة الـدول العربيـة في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، أنه لا حلول تلوح في الأفق القريب في ضوء تعنت الحكومة الإسرائيلية الحالية، الأمر الذي دفعنا إلى السعي لتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني، والسعي كذلك لإعادة طرح وتبني قرار في مجلس الأمن يؤكد على مبدأ حل الدولتين وفقًا لمبادرة السلام العربية، ويضع جدولاً زمنيًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين، وإيجاد تسوية نهائية للقضية الفلسطينية مع وجود آلية رقابة دولية تضمن التنفيذ الدقيق.


وأشار إلى أنه تجرى حاليًا مشاورات واتصالات على المستوى الدولي حول توفير الدعم للمبادرة الفرنسية الخاصة بعقد مؤتمر دولي لإيجاد الحل السياسي وفق المرجعيات والتفاهمات والمبادرة المتفق عليها وإيجاد آلية عملية من قبل مجلس الأمن لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.


وأكد على الإشادة الدائمة بالموقف الصيني الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، معربًا عن تطلعه لمزيد من الدعم من الأصدقاء الصينيين بما يسهم في تحقيق التسوية الشاملة والعادلة بالنسبة للقضية الفلسطينية، متمنيًا أن تلعب الصين دورًا مهمًا حول مؤتمر باريس.


ولفت إلى أنه مضى خمس سنوات منذ بداية الأزمة السورية ولا تزال هذه الأزمة بشقيها السياسي والإنساني تُشكل تحديًا بالنسبة للمجتمع الدولي، بل أنها تُشكل أكبر أزمة إنسانية في القرن الحادي والعشرين.


وعبر عن أمله أن تفضي الجهود الجارية إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية على أساس البيان الختامي لمؤتمر جنيف (1) 2012 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة تمهيدًا لإيجاد حل سياسي لهذه الأزمة يحقن دماء الشعب السوري ويحافظ على وحدة وسيادة واستقرار سوريا.


وفيما يتعلق بالوضع في ليبيا، أكد أن التوقيع على الاتفاق السياسي الليبي في الصخيرات في ديسمبر الماضي، وانتقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي إلى العاصمة طرابلس، شكل تطوراً هاماً على صعيد تسهيل عملية الانتقال السياسي.


ودعا كافة الأطراف السياسية الليبية والمجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة والدعم الكامل لحكومة الوفاق الوطني الليبي من أجل تمكينها من استكمال تنفيذ بنود اتفاق الصخيرات، بما يحفظ وحدة ليبيا وسيادتها وأمنها واستقرارها.


أما في الشأن اليمني أكد على دعم الحكومة الشرعية في اليمن ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، داعيًا جميع الأطراف اليمنية إلى تسوية الخلافات عن طريق الحوار والتشاور، كما دعا الميليشيات الانقلابية إلى الالتزام بإجراءات بناء الثقة التي تعهدت القيام بها، كما نرحب باستضافة دولة الكويت لمحادثات السلام بين أطراف النزاع اليمني وصولاً إلى حل سلمي يحقن دماء الأشقاء في اليمن.


وفي ظل تفاقم الأزمات التي تعاني منها منطقة الشرق الأوسط، قال أن آفة الارهاب التي أصبحت ظاهرة عالمية تشكل تحديا خطيرا على الأمن والسلم الدولي، موضحًا أن هذه الآفة نمت وترعرعت على الأزمات المتفاقمة وعلى التدخلات الأجنبية في الدول العربية، مما ساهم في إطالة أمد هذه الأزمات وتعقيدها،.


وأكد على أهمية توطيد التعاون الدولي لمكافحة الارهاب واجتثاث جذوره من المنطقة من خلال مقاربة شاملة تعالج كافة جوانبه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية والأيديولوجية.


وقال نبيل العربـي أن هذه الدورة هي الأولى في العقد الثاني من عمر المنتدى، كما تحظى بأهمية خاصة كونها تأتي في أعقاب الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الصيني شي جينبينغ لمقر جامعة الدول العربية في 21 يناير الماضي، والتي طرح خلالها مقترحات هامة رسم عبرها خط السير لمستقبل التعاون العربي الصيني وآفاقه الواعدة.


وأضاف: أن هذا الاجتماع يأتي لاستكمال الزخم الذي تحقق في الدورة السادسة للمنتدى التي عقدت في بجين منذ عامين والتي افتتحها أيضا الرئيس الصيني، وما تمخض عنها من نتائج هامة من بينها ما تضمنته الخطة التنموية العشرية للمنتدى للفترة 2014-2024، لنعمل سويًا على تنفيذ ما توصلنا إليه من أهداف، بما يسهم في تعزيز التنمية وتحقيق الرفاهية للشعبين العربي والصيني، مؤكدًا على الموقف العربي الداعم لمبدأ الصين الواحدة وإعادة التوحيد السلمي للصين.


وقال إن الجانب العربي حريص على تقديم أفكار ومقترحات وبرامج لإثراء هذا التعاون وتعميق أبعاده وتثبيت أركانه في جميع المجالات التي تعود بالنفع علينا وتحقق مصالحنا المشتركة، مشيدًا بالتقدم الذي تحقق منذ الدورة السادسة للاجتماع الوزاري للمنتدى.


ولفت إلى أنه من أبرز هذه الانجازات على الصعيد السياسي عقد الدورة الأولى للحوار السياسي الاستراتيجي على مستوى كبار المسؤولين بالإضافة إلى الدورة الثانية عشرة لاجتماع كبار المسؤولين في جمهورية مصر العربية في يونيو الماضي، فضلاً عن تكثيف التشاور حول العديد من القضايا السياسية الإقليمية والدولية التي تهم الطرفين.


وأشار إلى انه على الصعيد الاقتصادي عقدت عدة فعاليات ومؤتمرات في مجال الطاقة ورجال الأعمال والاستثمار.


وأعلن أنه سيتم التوقيع على اتفاقيات هامة في مجال العلوم والتكنولوجيا من بينها اتفاقية بشأن إنشاء مراكز صينية عربية لنقل التكنولوجيا، ومذكرة تفاهم بشأن آلية للتعاون في مجال الملاحة عبر الأقمار الصناعية " بيدوBIDO "، ومذكرة تفاهم في مجال حماية البيئة.


وعلى الصعيد الاجتماعي والثقافي والإعلامي، قال أن الفترة الماضية شهدت عقد الدورة الأولى لملتقى وزراء الثقافة العرب ووزير الثقافة الصيني، والدورة الثالثة لمهرجان الفنون العربية في الصين، والدورة السادسة لندوة الحوار بين الحضارتين العربية والصينية، وملتقى التعاون العربي الصيني في مجال الإذاعة والتليفزيون، كما تم إحراز العديد من الانجازات على صعيد التعاون في مجال المكتبات والمعلومات والعمل على إطلاق البوابة الالكترونية لشبكة المكتبات العربية والصينية، كما قدم الجانب الصيني مشكورا دورات تدريبية للكوادر العربية في مختلف التخصصات.


ولفت إلى أنه بالرغم من انخفاض حجم التبادل التجاري بين الجانبين عام 2015 بنسبة 19.2% عن عام 2014، والذي يرجع بشكل رئيسي إلى انخفاض أسعار النفط، إلا أن حجم التجارة غير النفطية حقق ارتفاعا نسبيا من حيث الحجم ومن حيث الكمية خلال نفس الفترة.


وقال أن لمبادرة الرئيس الصيني بشأن إحياء طريق الحرير البري والبحري والترحيب العربي بهذه المبادرة أثرًا بالغًا على تعزيز أواصر التعاون بين الجانبين ورفع حجم الاستثمارات في مجالات تنموية وحيوية عديدة أذكر منها على وجه الخصوص مجالات الطاقة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار وفق "معادلة 1+2+3".