أثار الحكم الصادر عن محكمة جنايات
الجيزة ردود فعل غاضبة في عواصم الغرب فى ظل شمول لائحة الاتهام لمواطنين اجانب
يعملون بقناة الجزيرة الناطقة باللغة الإنجليزية، خاصة وأن قرار المحكمة جاء بمعاقبة
18 متهما بأحكام تراوحت ما بين السجن المشدد لمدد تتراوح ما بين 3 و10 سنوات
وتبرئة متهمين اثنين آخرين وذلك في قضية محاكمة 20 متهما لاتهامهم بارتكاب جرائم
التحريض على البلاد المعروفة اعلاميا بـ"خلية الماريوت" من خلال قناة
"الجزيرة" الفضائية القطرية واصطناع مشاهد وأخبارا كاذبة.
من جانبها، استدعت وزارة الخارجية
البريطانية السفير المصري للوزارة، وأعرب وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج عن
استنكاره لصدور حكم بالإدانة من محكمة مصرية ضد صحفيين مصريين وأجانب، وأوعز
لاستدعاء السفير المصري للوزارة.
وقال: "قد هالني سماع نبأ صدور
أحكام بإدانة صحفيين مصريين وأجانب في مصر اليوم. من بين الصحفيين المدانين صحفيان
بريطانيان، هما سو تورتون ودومينيك كين، حوكما غيابيا".
وتابع "تقلقني بشكل خاص المخالفات
الإجرائية غير المقبولة خلال المحاكمة، بما في ذلك عدم توفير أدلة لفريق الدفاع عن
الصحفيين. إن حرية الصحافة تمثل حجز أساس أي مجتمع مستقر ومزدهر".
فيما أعربت وزيرة الخارجية الأسترالية
"جولي بيشوب"، عن شعور الحكومة الاتحادية بالصدمة والفزع من شدة العقوبة
التي تلقاها "جرسته".
وقالت "بيشوب" إن
"الحكومة الأسترالية لا تفهم ببساطة استناد الأدلة التي قدمها الادعاء المصري
ضد المتهمين. ونشعر باستياء بالغ من العقوبة المفروضة". وأكدت الوزيرة بأن "الحكم
لا يدعم مزاعم مصر بالانتقال إلى الديمقراطية"، مضيفة إلى أن الحكومة
الأسترالية تدعو إلى التدخل الممكن في
الأمر، من خلال الاتصال بالرئيس عبدالفتاح السيسي".
وأوضحت "بيشوب" أن الحكومة
الاتحادية والوزراء يضغطون على الحكومة المصرية على أعلى المستويات حول قضية
"جرسته" منذ شهور، لافتة إلى أن رد حكومة القاهرة هو أن القضاء مستقل.
كما أدانت الخارجية الأمريكية الاحكام الصادرة، وعلق وزير الخارجية جون كيري على الحكم الذي
أصدرته المحكمة المصرية أثناء زيارته المفاجئة لبغداد بالقول إن "أحكام اليوم
هي مخيفة وقاسية"، على حد زعمه.
فيما وصفت منظمة العفو الدولية الحكم
بـ"الاعتداء الصارخ على الصحافة"، معتبرة أن الصحفيين الثلاثة المعتقلين
بمصر منذ نهاية 2013، هم" سجناء رأي"، واصفة يوم الحكم بأنه "يوم
أسود" في تاريخ حرية الصحافة، مطالبة بإطلاق سراح الرجال الثلاثة.
وقال فيليب لوثر، المسؤول الإقليمي
للمنظمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن "هذا الحكم مدمر لهؤلاء الرجال
وعائلاتهم، وهو يوم أسود بالنسبة لحرية الصحافة في مصر، مستنكرا اعتقال الصحفيين
ومعاملتهم كالمجرمين أو الإرهابيين فقط لأدائهم عملهم".
من جانبها، وجهت وزارة الخارجية المصرية السفارات بالمبادرة بطلب إجراء مقابلات
عاجلة مع المسئولين بوزارات الخارجية في دول الاعتماد لطرح بيان مكتب النائب العام
حول ملابسات القضية.
وفيما يتعلق باستدعاء بعض السفراء
المصريين في الخارج للتعليق علي هذا الحكم أوضح بيان وزارة الخارجية أن هذا يعد
إجراء دبلوماسيا ويوفر مناسبة لشرح حقيقة الأوضاع وإطلاع المسئولين في الخارج
بصورة دقيقة وطرح بيان مكتب النائب العام حول هذه القضية بعيدا عن أية مغالطات أو
استنتاجات خاطئة تنال من استقلالية القضاء المصري، فضلا عن التأكيد لمسئولي هذه
الدول الرفض الكامل لأى تدخل في الشئون الداخلية للبلاد أو المساس باستقلالية
القضاء المصري.