علماء دين: المتكاسل عن اداء العمل بحجة الصيام آثم شرعا

  • 85
صورة أرشيفية

طالب عدد من رجال الدين وفعاليات اخرى جموع الموظفين في المؤسسات الحكومية ان لايتراخوا عن اداء أعمالهم في الشهر المبارك بحجة الصيام, مشيرين الى انه يجب ان يكون حافزا للعمل, لان الموظف الذي ينجز اعمال المراجعين اثناء الصيام فهو بذلك يراعي دينه وخلق الصيام لانه من خلال انجاز المعاملات بصورة إنسيابية دون تعقيد, بذلك يدخل السرور على الناس لانه قضي حوائجهم

وقالوا في تحقيق اجرته “السياسة”: ان الصيام ليس معناه ان يعطل الموظف مصالح الناس بحجة قراءة القرآن الكريم, فهؤلاء اذا اهتموا بقضاء حوائج الناس لكان ذلك افضل لهم من قراءة القرآن الكريم.

ويقول الخبير الاقتصادي سعد العازمي: ان هناك فئة من الموظفين يتكاسلون عن اعمالهم خصوصا في شهر رمضان المبارك رغم ان الصيام يعطي طاقة للانسان على العمل, ومن يخلص في عمله اثناء الصيام فإن اجره يتضاعف عند الله عز وجل متعجبا من الذين يهتمون بشعائر الشهر الفضيل ويحرصون على قراءة القرآن الكريم حتى في وقت العمل وفي نفس الوقت لايهتمون بمصالح الناس, وذلك يعود الى البيروقراطية المتفشية في الاجهزة الحكومية التي تشجع الكثير من الموظفين على التراخي في اعمالهم.

ومن جانبه يؤكد الداعية الاسلامي الشيخ بدر الحجرف ان من يتكاسلون عن اداء اعمالهم في شهر رمضان ويتسببون في تعذيب المراجعين فهؤلاء يأثمون وينقص اجرهم في الصيام لانهم عطلوا مصالح المسلمين وغيرهم, منبها الى ان الصيام ليس معناه هضم حقوق الاخرين لان المراجع الذي يأتي للمصلحة الحكومية له حق ان ينجز معاملته دون تأخير.

وبين الحجرف أن الموظف الذي يصر على قراءة القرآن الكريم اثناء الصيام ولايرد على المراجعين فانه يأثم شرعا لان قراءة القرآن الكريم ليس معناها ان نعطل مصالح البشر بل ان المسلم لن تنفعه هذه القراءة لانه اهمل مصالح العباد, لافتا الى ان العمل والانجاز فيه مقدم شرعا على قراءة القرآن الكريم سواء اكان ذلك في شهر رمضان او غيره من شهور السنة.

ورأي الحجرف ان الصائم الذي يحرص على قراءة القرآن الكريم بإمكانه ان يمارس هذه القراءة عندما لايكون امامه مراجعون فهنا يستغل هذه الاوقات بذكر الله وبقراءة القرآن لافتا الى ان التيسير على الناس في شهر رمضان افضل من تعطيل مصالحهم بحجة الصيام.

ويقول الشيخ يحيى عبد التواب ان رمضان شهر العبادة والعمل, لذا لاينبغي ان يتكاسل مسلم بحجة الصيام عن عمله, والاية الكريمة تقول: »وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون«. وكان التوجه النبوي الكريم تجاوز كل المعوقات التي قد تشل طاقة الإنسان الفعالة في العمل, وفي حديث أنس أنه كان يقول كثيرا: “اللهم إني أعوذ بك من الهم, والحَزَن, والعجز, والكسل, والبخل, والجبن, وضَلَعِ الدين وغلبة الرجال”مشيرا الى ان الصيام كامل الاجر هو الذي يتقي فيه المسلم ربه.

ويرى رئيس المنظمة العالمية الاسلامية لحقوق الانسان المحامي مبارك المطوع ان الكثير من الموظفين في المؤسسات الحكومية لايبالون بمصالح الناس في شهر رمضان وهؤلاء الموظفون لايفعلون ذلك بسبب الصيام ولكنهم يستغلون الصيام حجة من اجل زيادة حالة التراخي التي تسيطر عليهم.
ولفت المطوع الى ان البعض يعتقد ان الصيام فرصة للتملص من العمل او نهر المراجعين والتهكم عليهم بحجة صيامه رغم ان الصيام يسمو بالنفس البشرية, منبها الى ان عدم الانضباط العام في المؤسسات الحكومية وانتشار التجاوزات وغياب المحاسبة يدفع الكثير من الموظفين الى التراخي.

ورأى ان الكثير من الموظفين يحمون انفسهم مع شديد الاسف بالورقة التي يعلقونها التي توضح ان من يتعدى على الموظف اثناء عمله يعرض نفسه للغرامة والمحاسبة القانونية, مشيرا الى ان هناك فئة من الموظفين يشهرون سيف هذه الورقة على المراجعين رغم ان الدستور الكويتي يؤكد على ان الوظيفة ما هي الا مجرد خدمة اجتماعية.

واوضح المطوع ان الموظف الذي لايهتم بتخليص معاملات المراجعين بحجة قراءة القرآن الكريم فهو يأثم شرعا لان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يؤكد على ضرورة العمل وان قضاء حوائج الناس افضل من الاعتكاف مطالبا جميع الصائمين ان يبتعدوا عن تعذيب المراجعين لان المراجع هذا جاء بعناء للمؤسسة الحكومية في ظل ارتفاع درجة الحرارة العالية جدا.