وظيفة العمر

أ. منى المسلماني

  • 710
أرشيفية

كلنا نستيقظ كل صباح أول ما نردده بألسنتنا (الحمد لله الذي رد عليّ روحي وعافاني في جسدي وأذن لي بذكره)، ولو تأملنا الدعاء جيدًا لوجدناه قد أجاب عن أسئلة قد تتردد بداخلنا: لماذا خلقنا؟ ولماذا نحيا؟ ولماذا نعيش؟ وما هو الهدف من وجودنا على الأرض؟

في الدعاء الوارد قوله (وأذن لي بذكره) وكأن الله -عز وجل- حين أمدّ لنا في العمر وأذن لنا بالحياة، قد جعل لنا يومًا آخر فرصة لنذكره ونتقرب إليه، ونعبده حق عبادته، وهذا المعنى نجده واضحًا في قوله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}.

فلعلنا انشغلنا بالدنيا وهمومها وهي ثقيلة حقًا أو تشعبنا في أوديتها وهي كثيرة، فتبادر لنا حين نستيقظ جمع الأموال أو تحصيل الشهوات وذوق الملذات، فلنسارع لتصحيح المسار وتعديل بوصلة الحياة فما للعب خلقنا!

ولقد أعجبتني عبارة تقول (إذا ركبت القطار الخطأ فحاول النزول في أقرب محطة، فكلما كانت المسافة أبعد كانت تكلفة العودة أزيد!!) ولعمري إن أصعب تكلفة وأشقها على النفس حين توضع في قبرك وتتوسد في لحدك، فتحرم من هاتيك الفرصة التي تُمنحها يوميًا حين يرد الله عليك روحك كل صباح! أو تسمع بأذنيك جواب الملك عليك حين تسأله الرجوع للدنيا للاستعتاب فيقال لك {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ۖ وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ}.