هل أنكر الشعراوي عذاب القبر؟

  • 7194

تداول كثير من النشطاء مقطعا وضع له عنوان يدل على أن الشيخ الشعراوي رحمه الله يقول بإنكار عذاب القبر كلية، وهذا من التدليس..

وإنما حقيقة الأمر تجدها هنا حيث يثبت عذاب القبر صراحة:
https://www.youtube.com/watch?v=z-aiWr-hiGs

ولكنه يخص نوع العذاب بالعرض دون الدخول فيه ومباشرته..
يقول فيه نصا (إذن في القبر عذاب)، حيث ذكر أن قوله {وحاق بآل فرعون سوء العذاب} إنما هو في عرضهم على النار في حياة البرزخ، فصرح بعذابهم.

وهذا الدرس في تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ} (الدقيقة 41 - الثانية 19)
http://youtu.be/L6ctrxO336E?t=41m19s

يؤكد فيه الشعراوي في خواطره وقوع العذاب المذكور في الآية ساعة الاحتضار.. والعذاب في الآية صريح أنه ليس مجرد عرض على العذاب، وإنما مباشرة للضرب وذكر لشيء من كيفيته أنه يقع على الوجوه والأدبار.

ولكن ما نقصه هو الاطلاع على الأحاديث الصحيحة الوارد فيها أنواع متعددة من العذاب تشمل العرض وغيره.. والشيخ رحمه الله ليس معصوما، إن ثبت أنه أخطأ فليس هو رسولنا.
إنما الحاكم على المسلمين جميعا والقاضي بينهم هو الكتاب والسنة {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}.

وفي البخاري عن عائشة -رضي الله عنها- أن يهودية دخلت عليها، فذكرت عذاب القبر، فقالت لها: أعاذك الله من عذاب القبر. فسألت عائشة -رضي الله عنها- رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر، فقال: نعم، عذاب القبر حق. قالت عائشة -رضي الله عنها-: فما رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بعدُ صلى صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.

وفي البخاري: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة، أو مكة، فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يعذبان وما يعذبان في كبير. ثم قال: بلى، كان أحدهما لا يستتر من بوله، وكان الآخر يمشي بالنميمة.

وهذا صريح في مباشرة العذاب كذلك وليس مجرد العرض. ولا دليل من القرآن أن عذاب القبر لابد أن يقتصر على العرض، بل في القرآن ما يدل على مباشرته {الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم} وهذا قطعا ليس مجرد عرض على العذاب.