المنهج المعصوم

  • 150
إسماعيل الغندوري

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

لا شك أننا نعتقد أن كل مسلم لا بد أن يكون سلفيا، فالمنهج السلفي منهج ملزم لكل مسلم، وهو الفهم الصحيح للإسلام؛ لأنه فهم الصحابة ومن تبعهم بإحسان، وهو شرط الهداية لقول المولى عز وجل "فإن آمنوا بمثل ما منتم به فقد اهتدوا".

فالمنهج حاكم على الجميع بضوابطه وأصوله التي تتقيد بالدليل القائم على الفهم الصحيح، لا يُسَخّر المنهج لخدمة أشخاص أو مجموعات إن أخطأوا؛ نقول هذا هو المنهج، بل هو منهج معصوم، ولا يحتكره أحد.

وهو منهج شامل يقوم على الركيزتين الأساسيتين:

الأولى: حراسة الدين بعلم من أي تحريف أو كذب أو جهل أو تشويه أو تمييع أو خلط أو غلو أو تفريط أو هوى، حراسته كله بشموله "(عقيدة ـ عبادات ـ معاملات ـ أخلاق) ، ولا شك أن حراسة العقيدة هو الواجب الأول إذا صح افتراض التعارض.

الثانية: سياسة الدنيا بهذا الدين، فلا يفصل عن حياة الناس، ولا يحبس في مناطق محددة، بل يحكم كافة جوانب الحياة ويتواجد في كل مكان حسب القدرة والمستطاع وفق سنن الله الشرعية لا بالقفز عليها.

نحتاج دائما إلى أن ننبه في ظل هذه الجرأة العجيبة في الطعن على العلماء والدعاة إلى أن المنهج يختلف عن الأشخاص ولا يقاس عليهم.

فالأشخاص يصيبون ويخطئون، ولكن يبقى المنهج شامخا، ولكن لا بد أن نلتزم أخلاق المنهج الذي ندعي الانتساب إليه والتي هي أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم أجمعين، وتابعيهم بإحسان.

فالكل يدعي الوصل بالسلفية، فهل هو ملتزم بها؟!

أسئلة اعتراضية قد لا تجد لها محلا من الإعراب:

هل تعلمت أصول المنهج السلفي وعلى يد من؟

هل تحافظ على الصلوات الخمس في جماعة؟

هل تحضر دروس العلم؟

كم تحفظ من القرآن، ومن سنة النبي صلى الله عليه وسلم؟

هل تقرأ القرآن قراءة صحيحة دون أن تلحن فيه؟

هل تُكثر من ذكر الله وتلاوة القرآن؟

هل أكملت قراءة كتاب في (التفسير ـ الحديث ـ الفقه ـ أصول الفقه ـ القواعد الفقهية ـ السيرة)؟

هل تتجرأ على الفتوى والقول على الله بغير علم؟

هل تعتبر كل ما يوافق هواك وحماسك هو المنهج، وما عداه باطل؟

هل تعتبر كل من خالفك قد خالف المنهج؟

هل تسيء الظن بالآخرين وتحسن الظن بنفسك؟

هل تحكم على الناس دون أن تتبين؟

هل تحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك، أم سلم منك اليهود والنصارى والرافضة واستبحت عرض أخيك؟

هل تشغل نفسك بعيوب الناس وتنسى عيوبك؟

هل ... إلخ؟

وبالمثال يتضح المقال، وفي الإشارة ما يغني عن العبارة، ولا بد من وقفة مع النفس.

ولا حول ولاقوة إلا بالله.
وهو الهادي إلى الصراط المستقيم.