تشكيل حكومة في لبنان بعد 13 شهرًا من الفراغ الحكومي

  • 10

تشكيل حكومة في لبنان بعد 13 شهرًا من الفراغ الحكوميتفاؤل حذر بحكومة ميقاتي.. ومطالبات بتعاون الأطياف السياسيةالمجتمع الدولي يرحب بخطوة التأليف.. ومطالب بطرق الأبواب العربيةخبير سياسي يحذر من بطولات نصرالله الوهميّة

تقرير- محمد عبادي 

انعقدت أولى جلسات الحكومة اللبنانية الجديدة في قصر الرئاسة في بعبدا، برئاسة رئيس الوزراء الجديد نجيب ميقاتي وبحضور رئيس الجمهورية ميشال عون، وهي المرة الأولى التي تجتمع فيها الحكومة بكامل تشكيلتها بعد فراغ حكومي استمر 13 شهرًا.

وسيشكل مجلس الوزراء لجنة لإعداد بيانها المقرر طرحه على مجلس النواب لنيل الثقة في أقرب وقت ممكن، بينما تسعى الحكومة لمواجهة الانهيار الاقتصادي الحاد الذي تواجهه البلاد.

وتنتظر حكومة ميقاتي مهمات صعبة لن تكون قادرة على تأمين حلول سحرية تضع حدًا لمعاناة اللبنانيين اليومية جراء تداعيات انهيار اقتصادي صنّفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850.

ويقع على عاتق حكومة ميقاتي التوصل سريعًا إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي كخطوة أولى لإخراج لبنان من أزمته التي تتسم بنقص السيولة وبنقص حاد في الوقود والكهرباء تنعكس على كل جوانب الحياة، كما عليها الإعداد للانتخابات البرلمانية المحددة في مايو.

ويأتي انعقاد الحكومة الجديدة وسط أنباء مفادها أن وزارة المالية اللبنانية ستتلقى حقوق السحب الخاصة من صندوق النقد في 16 سبتمبر بقيمة 1.135 مليار دولار، وقالت الوزارة إن المبلغ سيودع في حساب مصرف لبنان المركزي.


من جهته قال فادي عكوم، المحلل السياسي اللبناني، إنّ تشكيل حكومة من غير السياسيين أمر جيد في الظرف الحالي الذي تمر به البلاد، ونحن نعايش حالة تفاؤل حذر، لافتًا أن حكومة ميقاتي أمامها مهام صعبة، على رأسها الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ومن ثم الإعداد للانتخابات المقبلة.

وطالب عكوم من الأطراف السياسية التي اعتادت على المحاصصة أن تترفع خلال الفترة المقبلة من أجل الوطن، منوهًا أن أي تعنت أو تغليب مصلحة خاصة خلال الشهور المقبلة يعني انهيار البلاد بالكليّة.

وتابع المحلل السياسي اللبناني أن مسارعة المجتمع الدولي بالترحيب بتشكيل الحكومة لابد أن يعقبها تعاون وتعاضد من بيروت، عبر تقديم التسهيلات والمساعدات، بعيدًا عن الضغوط والترتيبات التي تعرقل جهود الإصلاح.

وشدد عكوم على ضرورة توجه ميقاتي إلى الدول العربية، وطرق أبوابها لإعادة لبنان إلى محيطه العربي، وعدم الانسلاخ أو التماهي في الهويات التي تريد أن تفرضها أحزاب بعينها، لافتًا أنه يقصد حالة الثناء البالغة التي يقدمها حسن نصرالله الأمين العام لحزب الله إلى القيادة الإيرانية، بسبب حاملة وقود أو خلافه.


وصلت سفينة إيرانية محملة بالوقود إلى لبنان، ووجه الأمين العام لحزب الله الشكر إلى إيران، وهو ما استدعى تحذيرات رئيس تيار المستقبل سعد الحريري السابقة للحضور على المشهد.

وكان الحرير قد حذر فور إعلان نصرالله عن انطلاق أولى السفن الإيرانية المحملة بالوقود إلى لبنان، واعتبر أنها ستحمل معها إلى اللبنانيين مخاطر وعقوبات.

من جهته قال حسان قطب، مدير المركز اللبناني للاستشارات، إنّ المعاناة في لبنان ليست بسبب الحصار البحري، أو منع استيراد المحروقات من قبل الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي، بل بسبب عجز المصرف المركزي عن تغطية السعر وإبقاء الدعم الحكومي على الوقود المستورد، لافتًا أنّ محاولات حزب الله وقياداته تقديم الأمر على أنّه إنجاز خارق، وتحدٍ للحكومة الأمريكية وخطة العقوبات، لهو تزوير الحقائق والتلاعب بالمفردات فهو أسلوب تاريخي يتبعه قادة محور إيران.

وتساءل قطب: هل هناك بالفعل حصار على لبنان تم خرقه من قبل حزب الله؟ وعن أي حصار على لبنان يتحدث نائب في البرلمان اللبناني المفروض أنه يقدم الحقائق للمواطنين وبصورة شفافة وموضوعية وصحيحة؟ وهل الباخرة الإيرانية تحمل الوقود كمساعدة للبنان أم أنه قد تم شراؤه من قبل تجار لبنانيين شيعة كما قال بيان السلطة الإيرانية؟

وتابع المحلل السياسي اللبناني أن الحصار الذي يرغب حزب الله ومحور إيران في خرقه هو الحصار على النظام السوري، وعلى النظام الإيراني بحيث جعل لبنان داخل هذه المعادلة وبالتالي تم تعريض الشعب اللبناني لعقوبات اقتصادية وسياسية هو في غنى عنها، مضيفًا أنّ ما جرى هو الأسلوب المتبع من حزب الله عبر التلاعب بالمشاعر وتقديم صورة بطولية وهمية لجمهوره كما لعامة اللبنانيين.