عاجل

مهمة سامية

جهاد ممدوح

  • 70

حلمها يعانق السحاب، لا تعرف الكسل، ولا تميل للسكون، شعلة نشاط، تكاد لا تحضر مجلس علم إلا وتجدها أوائل الحاضرات، في حلقات التحفيظ لا تغيب إلا لو كان العذر قهريًا، في كل ميدان كنت تجد لها بصمة وأثرًا، كانت تنسج خيالاتها وأحلامها أنها حين تذهب لبيتها مع زوجها ستفعل كل ما عجزت عن فعله، وذهبت فعلاً لبيتها!

الأحلام تتلاشى والغياب متكرر، الأعذار كثيرة، ولم تعد كما كانت سابقًا..

أصابها الهم والغم، هنا مسئوليات وهناك أحلامها وشغفها وهوايتها، من أولى بي منهم، الهمُّ سيطر عليها، فمن يريح حيرتها، ويدلها على الصواب، نعم إنها معلمتها.

معلمتي: أي الطرق أولى أن أسلكه، لمن المقام الأول في قلبي ومن سأحاسب إن قصرت في حقه؟!

المعلمة: يا بُنيتي: لكل مقام مقال، والحياة سفينة تُبحر كل يومٍ ترسو على شاطئ مختلف، ولكل وقت ثغرك يجب عليكِ أن تقفي كالوتد لا ينحني، الآن مهمتك أعظم وأسمى، بيتك أولى بكِ، زوجك جنّتكٍ ونارك، أبناؤك وبناتك لا راعي لهم سواكِ، الدعوة الراعون لها كُثر، إن استطعتِ البذل مع مواكبة أداء واجباتك تجاه زوجك وأولادك وبيتك فجزاكِ الله خيرًا.

ولكن لا تجعلي كلامي سببًا ليلبسكِ الكسل والخمول، اسعي لتجعلي من حياتك شيئًا مختلفًا، جدّي في السعي ليكون بيتك بألف خير ودعوتك بخير، أوليس خيرية بيتك من خيرية دعوتك؟! ضعي بصمتك في كل ميدان، ولا تتركي الثغر لغيرك.

غداً يكبر الأبناء ويكثُر الفراغ وتأخذك الدعوة، فلا يصيبك الهم لانشغالك ببيتك، فالمهمة سامية أعانك الله وأعان فتيات المسلمين على إخراج نشء صالح نافع منهجه التوحيد.