"حبة الغلة" الطريق الأسهل للانتحار.. وبرلماني: لا يمكن منعها

أستاذ سموم: تحويلها لغاز حل آمن

  • 74
أرشيفية

لم تمر أيام على انتحار الطالبة "بسنت" فتاة الغربية بحبة الغلة، حتى لحقت بها شابة في الثلاثين من عمرها لخلافات مع زوجها بمحافظة المنوفية وبنفس الطريقة، ويرجع انتشار الانتحار بحبة الغلة إلى سهولة تداولها وانتشارها بجميع محلات المبيدات وكذلك رخص سعرها والذي يبلغ بضع جنيهات.

وتعود خطورة حبة الغلة إلى إطلاقها غاز الفوسفين شديد السمية وهو غاز لا يوجد علاج أو ترياق مضاد له، 500 مجم من هذا المركب كفيلة بقتل إنسان، ولك أن تعلم أن القرص المتداول 1جرام أي ضعف الجرعة القاتلة.


لا يمكن منعها

مع كل حادثة انتحار تتلقى لجنة الزراعة بمجلس النواب، عدد لا حصر له من طلبات الإحاطة والأسئلة والاقتراحات برغبة لمنع تداول حبة الغلة وتجريم بيعها، إلا أن رئيس اللجنة اللواء هشام الحصري أوضح في تصريح صحفي، أن اللجنة عقدت أكثر من جلسة بحضور ممثلين من لجنة المبيدات بوزارة الزراعة، بشأن ما يعرف بحبة الغلة والتي تستخدم لحفظ الغلال والأقماح ، وذلك لتحديد ألية مناسبة لتداولها بحيث تصل فقط للمستخدمين، مشيرًا إلى أنه وفقا لما تم عرضه على اللجنة بشأن حبة الغلة تبين أن المادة الفعالة فيها هي الوحيدة عالميا حاليا ولا يوجد بدائل لها.


تحويلها لغاز حل آمن

قال الدكتور محمود لطفى، أستاذ السموم الإكلينيكية بكلية الطب، جامعة عين شمس، - في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، إن أحد حلول هذه الأزمة هو تحويل المبيد من أقراص إلى غاز، حتى يصعب تداولها لأن تحويلها لغاز سيمنع انتشاره بالصورة الموجودة حاليًا، مشيرًا إلى أن تحويلها لصورة غازية سيجعلها تحت إشراف من وزارة الزراعة ولن تستخدم إلى في الأمور المخصصة لها، لأنها بالفعل مبيد فعال جدًا لكن يجب الحد من تداوله خارج إطار الوزارة المعنية.

وأضاف أستاذ السموم أنه ناقش سابقا مع منظمة الصحة العالمية ضرر هذا المبيد وكيفية التغلب عليه، وخرجت التوصيات إما بمنعه منعًا نهائيًا وتوفير بديل مناسب له نفس الفاعلية وآمن أو تحويله لصورة يصعب تداولها في أيدي الجميع، لأن الهند أيضًا تعاني من نفس الأزمة في انتشاره واستخدامه في الانتحار، مشيرًا إلى أن انقاذ الحالة التي تناولت المبيد يتوقف على عوامل كثيرة لأنه يتحول لغاز مع الرطوبة، فسرعة وصولها لقسم السموم وعدم تناولها للمياه وعدم تحركها يساعد في التعامل مع الحالة.


الزراعة تتدخل

قال الدكتور محمد عبد المجيد، رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الوزارة اتخذت ١١ إجراءَ للحد من انتشار هذه الحبة طبقًا للتوصيات الخاصة من مجلس النواب، لافتاً إلى أن الإجراءات اللازمة تفرض حظر انتشارها بشكل واسع؛ وهو ما نعمل عليه منذ ٣ سنوات بعد زيادة حالات الانتحار.

وأكد رئيس لجنة المبيدات بوزارة الزراعة أنه لا يتم إصدار موافقة فنية لاستيراد هذه المبيدات إلا بعد تقديم الشركة المستوردة تعاقدًا مع الشركات المتخصصة في أعمال التبخير أو الصوامع أو مطاحن الغلال، وثانياً: تشديد الرقابة على أسواق بيع وتدوال المبيدات بالتنسيق مع الجهات المعنية "شرطة المسطحات المائية".

ولفت عبد المجيد إلى مصادرة أية كميات موجودة ومخالفة من عبوات مبيدات فوسفيد الألومنيوم والماغنسيوم في محلات الاتجار بالمبيدات، على أن يتم اتخاذ إجراء غلق للمحلات بموجب محضر رسمي بالواقعة.

وأشار رئيس لجنة المبيدات إلى حرمان الشركات المخالفة من الاستيراد مرة أخرى حال ضبط الحبة في السوق أو في مخازنها دون تعاقد.


طرق إسعاف المنتحر

كشف مجدي عبد الظاهر، أستاذ كيمياء متفرغ بجامعة الإسكندرية، الطرق السليمة لإسعاف المنتحر بحبة الغلة، وأشار إلى أن إعطاء الشخص المقبل على الانتحار بحبة الغلة المياه، أمر ممنوع نهائيا، معقبًا: "معظم المنتحرين أهلهم بيشربوهم شربة ملح، وهنا تكون الوفاة أكيدة".

 ولفت إلى أن الإسعاف يكون من خلال شرب زيت جوز الهند أو زيت البرافين، خلال أول نصف ساعة، وهناك إمكانية لتناول أي زيت، حال عدم توفير هذه الأنواع من الزيوت، معقبًا: "مفيش علاج مباشر للتسمم، ولكن هناك تدخلات طبية للتسمم، وبعض المواطنين يضع حبة الغلال في الأدراج ومياخدش باله إنها بتتفاعل مع رطوبة الجو".

 وأشار إلى أن "حبة الغلة" تستخدم في مكافحة الحشرات في القمح، والسوس في الأخشاب، وصوامع تخزين الحبوب وهي مواد كيماوية سامة، مضيفًا أن حبة الغلة" تباع عند تجار المبيدات، ولكن لجنة المبيدات الزراعية قيدت استخدامها، ولا يجوز أي مواطن عادي يروح يشتريها.