خطوة على طريق القارة السمراء.. مصر تأخذ بيد أفريقيا لعالم السماوات المفتوحة

  • 28

خطوة جديدة على طريق العودة إلى قلب القارة السمراء وعواصمها المختلفة، تمثلت في تخصيص الحكومة المصرية 10 ملايين دولار؛ بهدف إنشاء وتدشين مقرا دائما لوكالة الفضاء الأفريقية، إذ تحتضن القاهرة المقر الرئيسي للوكالة بعدما فازت مصر من بين 5 دول بأحقية إنشاء المقر على أراضيها.

وفي 2015م طُرحت فكرة إنشاء وكالة الفضاء الأفريقية، بهدف دخول القارة السمراء سباق عالم الفضاء ومواكبة تكنولوجيا العصر، وفي 2016م تقدمت 5 دول من بينها مصر، إثيوبيا، نيجيريا، بطلب إنشاء واحتضان المقر الرئيسي للوكالة، ثم في أكتوبر 2018م زارت مفوضية الاتحاد الإفريقي للعلوم والتكنولوجيا، القاهرة للوقوف على الطلب المصري باستضافة المقر الرئيسي لوكالة الفضاء، وانتهى الأمر بإعلان الخارجية المصرية في 2019م بفوز مصر بإستضافة المقر الرئيسي والدائم للوكالة.

وخصصت الحكومة المصرية 10 ملايين دولار لإنشاء المقر، على أن تكون الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء المصرية، مقرا مؤقتا لوكالة الفضاء الأفريقية إلى حين الإنتهاء من تدشين المقر الرئيسي بإحدى مناطق القاهرة الجديدة.

بدوره، يرى الدكتور محمد عرجون، أستاذ هندسة الفضاء بجامعة القاهرة، أن فكرة إنشاء وكالة الفضاء الأفريقية سوف تعظم من قدرات القارة السمراء، ومن ثرواتها ومشروعاتها التنموية كذلك، خاصة أن مصر سوف تكون الحاضن الرئيسي لهذه الوكالة بما تمتلكه من خبرات في مجال الفضاء.

وأشار عرجون إلى أن مصر واحدة من 4 دول أفريقية فقط التي دخلت مبكرا لعالم الفضاء، حيث تمتلك القاهرة برنامجا طموحا لعلوم الفضاء واستخدام ونقل التكنولوجيا الحديثة، لافتا إلى أن هذا البرنامج الطموح أخرج لنا القمر المصري إيجبت سات الذي تم تصنيعه وإطلاقه عام 2017م.

وأكد أستاذ هندسة الفضاء بجامعة القاهرة، أن ما حققته مصر مصر من نجاحات في عالم الفضاء جعلها تكسب ثقة القارة السمراء، مؤكدا أن مصر لديها القدرة والإمكانات التي يمكن من خلالها تقديم يد العون لأفريقيا، ونقل الخبرات التي لدى مصر إلى دول وعواصم أفريقيا.

ولفت عرجون أن مصر لديها الخبرات العلمية وكذلك البنية التحتية المتعلقة بمجال الفضاء، موضحا أن مصر لديها معامل بناء الأقمار الصناعية، كما لديها محطات الاستقبال والتحكم في الفضاء، علاوة على ما تمتلكه مصر من المختبرات والخبرات على حد سواء، مؤكدا مصر لديها القدرة على إحداث نقلة نوعية من خلال وكالة الفضاء الأفريقية، بالشكل الذي يعود بالنفع على القارة بأكملها.

من جانبه، كشف ياسر زكي، عضو مجلس الشيوخ، أن أعضاء المجلس وافقوا بالإجماع على الاعتماد المالي المخصص لإنشاء المقر الرئيسي لوكالة الفضاء الأفريقية، والذي يبلغ 10 ملايين دولار، موضحا أن هذا الاعتماد جاء تقديرا للتوجه السياسي المصري الذي يسعى لاستعادة الدور الريادي المصري في أفريقيا.

وأشار زكي إلى أن وزارة التخطيط أعدت خطة تنموية مستدامة، وتضمن إحداث طفرة تنموية في مجالات عدة، ولذا أعدت خطة عن السنة المالية 2021/2022 لتنفيذ ما تطمح إليه، لافتا إلى أن تخصيص الـ 10 ملايين دولار لإنشاء الوكالة الأفريقية تأتي ضمن هذه الخطة وضمن هذا الاعتماد المالي.

وقال زكي إن مصر بذلك جهودا سياسية ودبلوماسية حتى تتمكن من الفوز باستضافة المقر الدائم لوكالة الفضاء، ومن ثم كان لابد من الموافقة على تخصيص الـ 10 ملايين دولار، تثمينا لهذه الجهود، وتأييدا لمبدأ الاهتمام بالقارة السمراء من جديد، وتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وأفريقيا، خاصة بعد الإنشغال عن أفريقيا طيلة السنوات الماضية، لافتا إلى أن تعزيز العلاقات على جميع المستويات بما فيها المستوى العلمي والتكنولوجي أمر جيد لا يمكن أن نتغافل عنه.