منعا لاختلاط الأنساب.. كيف ألزمت اليابان المرأة بالعدة؟

  • 220
أرشيفية

بدأت السلطات التشريعية في اليابان إصلاح قانون من القرن التاسع عشر يسجل تلقائيًا الزوج السابق للمرأة كأب لطفل يولد في غضون 300 يوم من طلاقهما، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.

وأوصت لجنة حكومية يابانية هذا الأسبوع بتعديل القاعدة إلى جانب بند آخر في القانون يمنع المرأة من الزواج مرة أخرى لمدة 100 يوم بعد الطلاق على أساس أن أبوة الطفل الذي يولد بعد فترة وجيزة لن تكون واضحة وهو ما جاء به القرآن الكريم منذ 14 قرنا لمنع اختلاط الأنساب.

وأشارت "الصحيفة، إلى أن التغيير المقترح لن ينطبق إلا على النساء اللائي يتزوجن مرة أخرى، وأن الطفل الذي يولد لامرأة ظلت عازبة بعد الطلاق لا يزال يُفترض بموجب القانون أنه طفل من زوجها السابق.

ولم يتم إجراء أي تغييرات على قوانين الأبوة في القانون المدني منذ أكثر من 120 عامًا، على الرغم من التطورات في الحمض النووي التي سمحت بإثبات الأبوة بشكل موثوق.

يذكر أنه من المعروف أن هناك ما لا يقل عن 800 شخص غير مسجل في اليابان، على الرغم من أن الرقم الحقيقي من المرجح أن يكون أعلى، وأنه بموجب القانون الحالي، يُفترض أن الطفل المولود بعد 200 يوم على الأقل من الزواج هو طفل الزوج الحالي للمرأة.

عدة المرأة في الإسلام

وفي الإسلام العدّة واجبةٌ على المرأة المسلمة التي فارقها زوجها بعد الدّخول بها بسبب الطّلاق أو الفسخ أو الخلع، وقد ثبتت مشروعيتها في كتاب الله -تعالى-، إذ قال: (وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ).

والمقصود بالقرءِ هنا هو الحيض، وهذا مذهب الحنفيةِ والحنابلةِ، وبناء على ذلك فالمرأةَ إن كانت من ذوات الحيض فإنَّها تعتدُّ بـ3 حيضات.

وفي السُّنّة النّبويّة أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أمر فاطمة بنت قيس أن تمضيَ عدّتها في بيت ابن أمّ مكتوم بعد أن طلّقها زوجها، وأجمع علماء الأمّة على وجوبها من عصر النبيّ -عليه الصلاة السلام- إلى يومنا هذا،[٦] أمّا المرأة التي لم يدخل بها زوجها وطلّقها قبل الدّخول والخلوة فليس عليها عدّة، لقول الله -تعالى-: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا)، وفقا لدار الإفتاء المصرية.

ومن أبرز الحِكم العظيمة لعدة الطلاق في الإسلام هي المحافظة على الأنساب من الاختلاط، وذلك بالتأكّد من خلو رحم المرأة وبراءته، وكي لا يجتمع ماء الزوجين، فتنتظر المرأة انقضاء العدة ثم تتزوّج؛ كي لا تفسد الأنساب، وهذا ما طبقته دولة غير مسلمة مثل اليابان وهو ما جاء به الإسلام منذ أكثر من 1400 عام.