دعوات خبيثة لتمييع عقيدة الأمة.. مفكر إسلامي: الله كذب تذرّعهم بإبراهيم عليه السلام

  • 65
الفتح - المهندس أحمد الشحات

قال المهندس أحمد الشحات، الباحث الإسلامي: إن إبراهيم -عليه السلام- منظومة تربوية وأخلاقية هائلة تحتاج لدراسة واستصحاب وتأمل في تفاصيل حياة هذا النبي المبارك الذي قال الله عنه: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِين}، وقال -تعالى-: {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}، وشهد الله له بالخلة فقال: {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا}.

وأضاف "الشحات" - في مقال له -: الحقيقة أننا نحتاج إلى مصاحبة نبي الله إبراهيم في جميع الأوقات لنتعلم من سيرته وأخلاقه ودعوته وصبره وقربه من ربه وعبادته، إلا أننا في أشد الحاجة إلى تذكر سيرته في هذه الأيام؛ نظرا لأننا نشهد في هذه المرحلة من عمر الزمان محاولات حثيثة لتمييع عقيدة الأمة وتذويب هويتها تذرّعًا بأن شخصية إبراهيم -عليه السلام- شخصية مركزية ومشتركة لدى الديانات الثلاثة الإسلام والنصرانية واليهودية.

وأكد "الشحات" أن الله كذَّبهم من قديم قبل أن تولد هذه الدعوات المشبوهة التي تعبث في عقيدة الأمة وتهدم ثوابتها العقدية، فقال -عز وجل-: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}، مشيرًا إلى أن مدرسة إبراهيم -عليه السلام- مكتظة بكمية هائلة من المعاني والدروس والعبر، ولو ذهبنا نستقصي ما ورد في القرآن والسنة عن إبراهيم -عليه السلام- لخرج سفرًا كبيراً. 

وأشار "الشحات" إلى أن كل الأنبياء دعوا أقوامهم إلى التوحيد الخالص، وهذه هي عقيدة كل مسلم أنه يؤمن أن رسالة كل الأنبياء واحدة كما قال -تعالى-: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}، ولكن بالإضافة إلى ذلك فهناك من الأنبياء كان الموضوع التفصيلي لدعوتهم معالجة انحراف سلوكي أو أخلاقي أو اجتماعي، وهناك أقوام كانت مشكلتهم الرئيسية في التوحيد كمن كانوا يعبدون الأصنام والأوثان ومن يشركون مع الله الند والشبيه وغير ذلك من مظاهر الشرك.

وأضاف الباحث الإسلامي، أن القضية التفصيلية في دعوة إبراهيم -عليه السلام- هي الدعوة إلى التوحيد ومحاربة مظاهر الشرك، فكانت دعوته قائمة على التوحيد في عمومها وفي تفاصيلها، لذلك قال -تعالى-: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}، وشهد الله له بسلامة القلب من الشرك ومن أدرانه فقال -تعالى-: {وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ () إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}.