داعية إسلامي يوضح ماذا على المسلم بعد انقضاء عشر ذي الحجة

  • 55
الفتح - عبادة الله - أرشيفية

قال الكاتب والداعية الإسلامي محمود عبد الحفيظ البرتاوي، إنه ينبغي على المسلم أن يشكرَ نعمةَ الله عليه أن وفَّقه للعمل بطاعته وعبادته في أيام العشر من ذي الحجة المباركة؛ فإنه لولا الله تعالى ما تمكَّن مِن شيءٍ مِن ذلك، مضيفًا أن هذه النِّعَم تشمل: نِعَم الدِّين ثم نِعَم الدنيا؛ فإن النِّعَم كلها، وأعظمها: "نعمة الإيمان والطاعة" هي مِن الله عز وجل.

وأوضح الداعية الإسلامي في مقال له نشرته الفتح، أن شكر هذه النعمة الجليلة -نعمة التوفيق للطاعة والعبادة- يكون: بهجر المعاصي والسيئات وعدم العودة إليها، وذلك أن يكون الإنسان على طاعةٍ وحالٍ طيبةٍ.

وأشار الكاتب إلى قول الحسنُ البصري رحمه الله: "الحج المبرور جزاؤه الجنة؟ قال: آية ذلك: أن يرجعَ زاهدًا في الدنيا، راغبًا في الآخرة. وقيل له: جزاء الحج المغفرة؟ قال: آية ذلك: أن يدع سيئ ما كان عليه مِن العمل" (لطائف المعارف).

وأكد البرتاوي أن شكر نعمة التوفيق للطاعة يكون كذلك: بالثبات على هذه الطاعات ما أمكن، والحرص على الاستمرار على ما كان عليه الإنسان في هذه الأيام العشر، وإن ضَعُف عن هذه المواظبة، وعن هذا الحال؛ فلا أقل مِن أن يكون محافظًا ومواظبًا على المفروضات والواجبات، وأن يكون على صلةٍ بالمستحبات والنوافل؛ لا أن يهجرها بالكلية.

واستطرد أن عبادةُ الله تبارك وتعالى ليست مقتصِرة على مواسم أو أوقاتٍ، فإذا ما انقضت عاد الإنسان إلى سيرته السابقة مِن الغفلة والتقصير؛ فليس شأن المؤمن أن يعبدَ اللهَ في حالٍ دون حالٍ، أو وقتٍ دون وقتٍ؛ كأن يجتهد في الطاعة في أيام عشر ذي الحجة، ثم يترك ذلك بعد انتهائها؛ فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها سُئِلت: "هَلْ كَانَ يَخُصُّ شَيْئًا مِنَ الْأَيَّامِ؟ قَالَتْ: لَا، كَانَ ‌عَمَلُهُ ‌دِيمَةً" (متفق عليه).