كاتب: دعم إيران العسكري لنظام ميانمار مثَّل صدمة للمخدوعين في الشيعة الروافض

  • 72
الفتح - أسامة الهتيمي الكاتب الصحفي والخبير في الشأن الإيراني

قال أسامة الهتيمي الكاتب الصحفي والخبير في الشأن الإيراني، إن الدعم الإيراني لنظام ميانمار العسكري والدموي الذي تم الكشف عنه من خلال بعض وسائل الإعلام الآسيوية في شهر يناير من العام الجاري مثَّل صدمة للكثيرين من المخدوعين في نظام الملالي.

وأوضح الهتيمي في تصريحات لـ"الفتح"، أن هؤلاء المخدوعين تصوروا أن إيران بحق في خندق الدفاع عن المسلمين والمضطهدين وأنها يمكن أن تكون سيفا لمواجهة كل من يعتدي عليهم في الشرق والغرب لكن الحقيقة أنهم فوجئوا بتلك التقارير المتواترة التي تؤكد أن طهران تمد جيش ميانمار بالأسلحة والمسيرات رغم ما عرف عنه من انتهاكات جسيمة بحق المسلمين.

 ولفت الكاتب الصحفي إلى أن انتهاكات واضطهاد وحملات الإبادة التي قام بها جيش ميانمار ضد الروهينجا المسلمين أسفرت عن نزوح نحو 650 ألف مسلم ومقتل وإصابة عشرات الآلاف منهم، مضيفًا أن مصالح نظام الروافض السياسية والمالية آثرت على المبادئ والقيم والشعارات التي تزعم تبنيها.

وأكد الهتيمي أنه مما لا شك فيه أن بيع إيران لمثل هذه المسيرات  للجيش في ميانمار استلزم تبادل للزيارات بين المسئولين وإجراء مباحثات ثنائية – وهو ما أكدته العديد من التقارير بالفعل - ما يعني ببساطة وجود علاقات طبيعية بين الطرفين يبدو أنها لم تستغل من قبل الإيرانيين لإقناع الجيش في ميانمار بالتوقف عن قتل واضطهاد مسلمي الروهينجا فيما تجسدت مهزلة التناقضات المضحكة المبكية في تلك التصريحات التي ما فتأ يرددها بعض قادة النظام الإيراني ومنها:

 ما كان قد دعا إليه رئيس البرلمان الإيراني عام 2017 من تشكيل تحالف عسكري بين بعض الدول الإسلامية لمواجهة قمع القوات المسلحة في ميانمار للروهينغا فضلا عن ذلك التحذير الذي أطلقته طهران فور استيلاء العسكر على السلطة في ميانمار لرعاياها من السفر إلى هذه البلاد وأعلنت أنها على اتصال مع النظام الميانماري الجديد لتأمين عودة رعاياها إلى إيران تعبيرا عن القلق من الأوضاع المستجدة هناك والذي سرعان ما تحول إلى تعاون واتصالات بين البلدين.

وشدد الهتيمي على أن الراصد لنهج وسياسات إيران ستسهل عليه عملية تفسير هذا التناقض بين القول والفعل فطهران لا تتردد على الإطلاق في ان تستغل كل موقف لتحقيق مصالحها وبالتالي فإنه ليس مستبعدا أن يكون ملف ميانمار أحد الملفات التي تلاعب بها أمريكا والغرب فيما يخص محادثاتها حول البرنامج النووي واستعراض قدراتها في توتير العديد من المناطق فضلا عن تقديم خدماتها الجليلة لكل من روسيا والصين – الداعمتان لها – واللتان كانتا مصدرين رئيسيين لسلاح الجيش الميانماري فتوقفتا كي لا تتعرضا لإدانة المجتمع الدولي.