رعاية الله وحفظه للصالحين.. داعية يبرز فوائد وعبر من حديث السحابة

  • 32
الفتح - تعبيرية

أشار محمد سعيد الشحات الكاتب والداعية الإسلامي، إلى أنه روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (بَيْنَما رَجُلٌ بفَلاةٍ مِنَ الأرْضِ، فَسَمِعَ صَوتًا في سَحابَةٍ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، فَتَنَحَّى ذلكَ السَّحابُ، فأفْرَغَ ماءَهُ في حَرَّةٍ، فإذا شَرْجَةٌ مِن تِلكَ الشِّراجِ قَدِ اسْتَوْعَبَتْ ذلكَ الماءَ كُلَّهُ، فَتَتَبَّعَ الماءَ، فإذا رَجُلٌ قائِمٌ في حَدِيقَتِهِ يُحَوِّلُ الماءَ بمِسْحاتِهِ، فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ، ما اسْمُكَ؟ قالَ: فُلانٌ، لِلاِسْمِ الذي سَمِعَ في السَّحابَةِ، فقالَ له: يا عَبْدَ اللهِ، لِمَ تَسْأَلُنِي عَنِ اسْمِي؟ فقالَ: إنِّي سَمِعْتُ صَوتًا في السَّحابِ الذي هذا ماؤُهُ يقولُ: اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ، لاِسْمِكَ، فَما تَصْنَعُ فيها؟ قالَ: أمَا إذْ قُلْتَ هذا، فإنِّي أنْظُرُ إلى ما يَخْرُجُ مِنْها، فأتَصَدَّقُ بثُلُثِهِ، وآكُلُ أنا وعِيالِي ثُلُثًا، وأَرُدُّ فيها ثُلُثَهُ).

وأوضح الشحات في مقال له نشرته الفتح، فوائد وعبر الحديث النبويِّ الصحيح الذي يوضح رعاية الله وحفظه للصالحين في عدَّةُ أمورٍ كالآتي

- الأول: إمكانُ سماع صوت الملائكة؛ فقد وَرَدَ في السُنَّةِ النبويةِ مواقفَ عِدَّةٍ فيها تكليم الملائكة للبشر، منها ما رواه مسلمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعًا: (أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى، فَأَرْصَدَ اللهُ لَهُ، ‌عَلَى ‌مَدْرَجَتِهِ، مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ، قَالَ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ قَالَ: أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ، قَالَ: هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا؟ قَالَ: لا، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللهِ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكَ، بِأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ).

-الثاني: ‌‌للسحاب ملائكةٌ مُوكَّلُونَ به، فاللهُ قد وَكَّلَ بالسَّحابِ ملائكةً يسوقونها إلى المكان الذي قدَّر الله أن تمطرَ فيه فتمطر، كما قال -تعالى-: (فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا) (الصافات: 2)، هُم الملائكة تزجرُ السحابَ، أي: تسوقُهُ حيث شاءَ اللهُ.

- الثالث: رعايةُ الله وحفظِهِ للصالحين مِن عباده الذين يستقيمون على أمرِهِ؛ إذا رضي الله عن العبد سخَّر له ما يشاء، وغيَّر له نَوَامِيس الكَون، ففي القصة: (اسْقِ حَدِيقَةَ فُلانٍ)، وفي قصة الرجل الأمين والخشبة: (فرَمَى بها في البَحرِ حتَّى وَلَجَتْ فيه، ثمَّ انصَرَفَ)، وفي آخر القصة، قال: (فإنَّ اللَّهَ قدْ أَدَّى عَنْكَ الذي بَعَثْتَ في الخَشَبَةِ، فَانْصَرِفْ بألْفِكَ رَاشِدًا).

الرابع: إثبات كرامات أولياء الله تعالى.