الرجولة الحقيقية مسئولية.. خبير تربوي: لا تأخذ تصنيف الرجولة ممن يريد التلاعب بمفهومها

  • 37
الفتح - د. محمد سعد الأزهري

قال الدكتور محمد سعد الأزهري، الخبير الأسري والتربوي، لا تأخذ تصنيف الرجولة ممن يريد التلاعب بالرجولة لغرض في نفس يعقوب!

وأكد الأزهري في منشور له عبر "فيس بوك" أن هناك من يصنّف الرجولة بأنها المهاودة والمشاركة والصبر على الزوجة مهما فعلت، فمهما تعصّبت أو صرخت أو قالت كلاماً سيئاً فهي معذورة، والرجولة الحقيقية هي التغافل عن تصرفاتها!، حتى لو نزلت من بيتها غاضبة دون استئذان لتتمشى قليلاً لتفك عن نفسها، فما عليك إلا النزول والبحث عنها وإلا فأين الرجولة؟!، وإذا كلمَت أمّك بشكل سيء فما عليك إلا تحملها، فهي مضغوطة بالوظيفة والأولاد والأكل والشرب والغسيل، وإذا فعلت غير ذلك فأين الرجولة؟!، وإذا ذهبت لأهلها وأرادت المبيت بدون استئذانك فالرجولة الحقيقية هي التغاضي عن هذه التصرفات لأن العاقل يتعامل مع هذه المشاهد باحتواء وحنية وتفهّم!

وأوضح الخبير التربوي أن الرجولة الحقيقية عندهم هي أن تلبي لها طلباتها، وأن تتحمل تقلباتها، وأن تترفّع عن جموحها، وأن تدرك دائماً أنها مظلومة ومُجهدة وخيركم خيركم لأهله!

وأضاف قائلا: الرجولة عندهم أن تكون قوامتك شراكة وليست قيادة، لأن القيادة معناها سائق وركاب، رئيس ومرؤوس، قائد وأتباع، وهذا كله بالنسبة لهذا النوع من النساء ليس من الرجولة الحقيقية، بل هي ذكورية متسلطة تريد أن تستولي على الدركسيون بمفردها وعدم اعتبار الشراكة بحال!

وتابع قائلا: مع أن الطبيعي في الحياة أن الرجولة الحقيقية هي المسئولية، ولا مسئولية بدون صلاحيات، ولا صلاحيات دون قرارات، فأي رجل مسئول طبيعي جداً أن يحمي زوجته ويهيء لها الحياة المناسبة، وكذلك يمنعها مما يضرها.

وأفاد قائلا: وإلا فالمدرب الذي بلا صلاحيات لن يضع تشكيل المباراة، والرئيس الشرفي مهمته المقابلات البروتوكولية والتصوير مع الزعماء، دون قرار ولا شبه قرار!

وبين الأزهري أن الخلاصة: هناك خطاب متلاعب بالرجل، يضعه في ركن من أركان الحياة ثم يستقبل كل الضربات ومن جميع الجهات، وفي نفس الوقت يُقال له: الرجل الحقيقي لا يشتكي من الضرب، ولا يتألم منه، ولا يترك الركن الذي يُضرب فيه لأن هذا هروب منه من المسئولية!!

واختتم قائلا: الرجولة الحقيقية مسئولية، ولا مسئولية بدون صلاحيات وقرارات وثواب وعقاب، ومن داخل هذا يتزين الرجل بالتغافل والصبر والرحمة والرفق والحزم واللين والحكمة، أما أن نلعب على صفات رخوة ونلصقها به ونمحي سواها، فهذا من فعل الخيَّاطة إيّاها، لا من فعل الرجال!