خطر داهم على الأطفال.. وكيل الأزهر يحذر من الفيديوهات المنزليَّة والمواقع اللاأخلاقيَّة

شومان: على الدولة حجب المواقع والصفحات التي تفسد المجتمع دون النظر إلى الناعقين أو المنفلتين

  • 34
الفتح - الدكتور عباس شومان، الوكيل السابق للأزهر الشريف

قال الدكتور عباس شومان، الوكيل السابق للأزهر الشريف، إنه إذا كانت التطبيقات والألعاب الإلكترونيَّة في غالبها الأعم ضارة بالمجتمع بكافة مكوناته وبخاصة فئتي الأطفال والشباب؛ لما تحمله من عنف وسخرية واستهزاء بالآخرين، واختراق خصوصيَّات الناس وجمع بيانات عنهم، ناهيك عن الفساد الأخلاقي والفكري وتعريض حياة الأطفال خاصة لخطر الصدمات النفسيَّة والعصبيَّة، وربما اللجوء للانتحار أو القتل، فإن هناك مما تحمله هذه الشبكة العنكبوتيَّة ما لا يقل خطورة عن التطبيقات الإلكترونيَّة، ومن ذلك المواقع التي تنشر الرذائل وتدعو للفسق والشذوذ، وفي كثير من الدول وبخاصة العربيَّة والإسلاميَّة يجتهد أهل الاختصاص في الدولة لإغلاق هذه المواقع؛ ليصعب -على الأقل- على العامة الدخول على هذه المواقع، ومهما عِيب عليهم من أدعياء الحريَّات فهم مصيبون بكلِّ تأكيد، فحماية الأطفال والشباب هدف يُتَحَمَّل من أجله نعيق الناعقين وهذيان المنفلتين.

وأوضح شومان في مقال له نشره عبر فيس بوك، أنه لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل انتقل آخرون إلى اختراع طرق تخصهم بدلًا عن الدخول على هذه المواقع اللاأخلاقيَّة ، فتحول كثير من الناس من مختلف المناطق والمحافظات إلى ممثلين ومنتجين لأعمالهم التي تتمثل في مشاهد فيديو قصيرة يؤلفونها ويمثلونها ويخرجونها بأنفسهم ويشاركهم فيها بعض أصدقائهم أو أبنائهم أو زوجاتهم، وهذه الفيديوهات المتلاحقة المتزاحمة والتي كلَّما تجولت في الفضاء الإلكتروني باحثًا عن خبر أو معلومة وجدتها في وجهك متشابهة، بل متكررة في محتواها بين هؤلاء الذين يصنعونها حتى لا تعرف من الذي بدأ الفكرة أو النكتة السخيفة ومن الذي كررها بعده، وغالب هذه الفيديوهات تافهة كصانعيها وأظنهم من العاطلين الذين لا عمل لهم، مع أنهم من الشباب المفتول العضلات الذين يُفْتَرَضُ أن تراهم في المصانع والحقول، وفتيات يافعات يفترض أنهن في قاعات الدراسة طالبات أو معلمات، أو في المستشفيات طبيبات وممرضات.

وتابع شومان: "بل تحول من يبدو أنهم أزواج إلى صناعة هذه الفيديوهات بدلًا عن انشغالهم بتربية الأبناء، والبحث عن مصدر رزق شريف بدلًا عن هذه التفاهات، والأسوأ من ذلك كله من يشركون معهم أطفالهم في تمثيل هذه الفيديوهات مع ما تحمله أدوارهم من كذب وألفاظ بذيئة لا أظن أنَّ الأطفال بإمكانهم التخلص منها في حياتهم بسهولة، ويخيل لك وأنت ترى هؤلاء الأشخاص من كافة المحافظات ومدنها وريفها أنك سترى قريبًا أو صديقًا تعرفه دخل هذا المضمار، وأنشأ له قناة يبث من خلالها هذه الفيديوهات التي يصنعها بنفسه".

وأضاف شومان أنه للأمانة فمن بين هذا الكم من الإنتاج المنزلي الغث والتافه واللاأخلاقي أحيانًا تجد بعض الفيديوهات الهادفة التي صنعها دعاة أو خبراء في الطب أو علم النفس والاجتماع.. لكن هذه البضاعة النافعة أقل بكثير مقارنة بهذه الفيديوهات التافهة الضارة .