لماذا يموت الأطفال تحت الأنقاض؟.. داعية يوضح حكمة الله من الابتلاء

  • 61
الفتح - زلزال تركيا أرشيفية

أجاب المهندس سامح بسيوني، الكاتب والداعية الإسلامي، على عدد من الأسئلة المتداولة حول الزلزال المدمر الذي وقع مؤخراً في سوريا وتركيا، والتي منها: لماذا قدر الله عز وجل الشر؟ ولماذا قدر هذه الابتلاءات من الزلازل والبراكين؟ ولماذا يموت الأطفال تحت الأنقاض؟ وهل يقدر الله على منع هذا؟.

 وقال "بسيوني": إن الله عز وجل هو خالق هذا الكون، والله عز وجل هو مدبر الأمر في هذا الكون، والكون كله ملك لله عز وجل، يدبر فيه ما شاء كيفما شاء سبحانه وتعالى، وهذه عقيدة عند المسلم والإيمان بالقضاء والقدر أصل عند المسلم، ونؤمن بالقدر خيره وشره، ويجب أن نعلم أن قدر الله عز وجل كله خير، وإن بدا في نظر بعض الناس أن فيه شر، فهو شر جزئي، أما الأمر فعاقبته إلى خير، وتقدير الله عز وجل كله خير كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يثني على ربه ويقول "والشر ليس إليك والخير بين يديك"، فالله عز وجل كل أفعاله خير، هو خلق الشر وخلق الخير، لكن تقديره -سبحانه وتعالى- وحكمته -سبحانه وتعالى- كلها خير.

وأضاف: لذلك الإنسان لو تأمل في هذه الأفعال سيعلم أن هناك إرادة كونية وهناك إرادة شرعية؛ إرادة شرعية يحبها الله عز وجل، وإرادة كونية يقدرها الله -عز وجل- لحكمة منه لا نعرفها هنا على مقدار فهمنا، لكن الله الذي أحاط علمه بكل شيء، وهو خالق كل شيء، وهو الذي خلق الخلق، وهو يحب خلقه، وهو يدبر ويقدر عليهم ما فيه الحكمة، وما فيه الخير لهم. 

وتساءل عن الأطفال الذين ماتوا تحت الأنقاض: أليس هؤلاء الأطفال سيكونون من غلمان الجنة؟ أليس هذا خير لهم؟

هل نعلم ماذا سيكونون إن عاشوا وكبروا وبلغوا؟ هل سيكونون من أصحاب الخير أم من أهل الشر؟، الله هو الذي يعلم وهو الذي يقدر -سبحانه وتعالى- فهذا خير لهم، فهم غلمان الجنة نسأل الله -عز وجل- أن يصبر آباءهم، مشيرًا إلى أن الآباء والأمهات الذين رأوا أبناءهم يموتون تحت الهدم أو في الزلازل أو في البراكين أو من فقد ماله فصبر فله الجنة، من يصبر على فقد ولده، ويؤمن بقضاء الله وقدره، ويرضى بما عند الله -عز وجل- وقدره، هذا عاقبته الجنة وهذا قدر الله له "أليس هذا خيرا له؟".