عاجل

الحقيقة المحمدية ووحدة الوجود.. "باحث شرعي": التصوف الفلسفي قائم على نظريتين يتفرع عنهما أغلب الضلالات والانحرافات

  • 36
الفتح - أرشيفية

قال شريف طه، الباحث الشرعي، إن التصوف الفلسفي قائم على نظريتين يتفرع عنهما أغلب الضلالات والانحرافات.

وكتب شريف طه في منشور له عبر "فيس بوك" قائلا: أولهما: وحدة الوجود  وملخصها أن الوجود واحد، والكثرة إنما هي في المظاهر أو ما يسمى  (المجالي) فالمخلوق مظهر للوجود الإلهي، ليس بمعنى أنه تظهر فيه آيات الله في خلقه، وإنما بمعنى أنه لا وجود حقيقة لهذا المخلوق، بل هو مظهر من مظاهر التجلي الإلهي.

وتابع طه، قائلا: فليس هناك في الحقيقة رب وعبد، ولكنه واحد في الحقيقة، ظهر في صور متعددة؛ فالشمس والقمر والأصنام والأنبياء والشيطان والكلب والخنزير كلها مظاهر لهذا الوجود الإلهي، بحسب زعمهم.

وأردف الباحث الشرعي قائلا: ويترتب على ذلك أن من عبد هذه الأشياء مستحضرا هذا المعنى فقد عبد الله في الحقيقة، ومن ثم لا إيمان ولا كفر، ويستوي في هذه الحالة عابد الرحمن مع عابد الأوثان؛ ولذلك دافع ابن عربي عن إيمان فرعون، وتأول لكلامه تأويلات باطنية من جنس تأويلات المدافعين عن ابن عربي، وصحح إيمان قوم نوح، وعندهم أن النصارى كفروا لما حصروا الوجود الإلهي في ثلاثة، ولو أطلقوا لصح إيمانهم.

وأوضح طه أن النظرية الثانية هي الحقيقة المحمدية، موضحا أن الثانية مرتبطة بالأولى، فإذا كانت هذه الكائنات مظاهر لوجود الله تعالى، فإن أجل هذه المجالي والمظاهر هو ما عرف بالحقيقة المحمدية.

وأضاف طه قائلا: وملخص هذه النظرية عندهم : أن الله تعالى لما كان منزها عن جميع الأوصاف [أصل هذه النظرية مأخوذ من الإسماعيلية الباطنية نفاة جميع الأسماء والصفات ونفاة النقيضين بزعم التنزيه، وهم أخذوه من الفلسفة الافلاطونية وافلوطين السكندري صاحب الفلسفة الغنوصية، ولكن الصوفية سموها بأسماء شرعية للتلبيس] ، فكان لابد لكي يعرف أن يتجلى في غيره، فأخذ من نوره قبضة فكون منها ما عرف بالحقيقة المحمدية، وهي أول المخلوقات، وهي حقيقة نورانية، ومنها وجدت جميع الموجودات العلوية و السفلية.

وواصل قائلا: فالحقيقة المحمدية هي أصل العالم، وهي التي ظهر فيها الاسم الأعظم الجامع لجميع الأسماء، بخلاف سائر المخلوقات، فإن كل مخلوق مجلى ومظهر لاسم واحد من أسماء الله، بحسب مزاعم الصوفية.

وبين طه أن هذه النظرية هي فلسفة محضة، مستمدة من عقائد الإسماعيلية الباطنية، وفلسفة اليونان، ونظرياتهم في نشأة الوجود، وصدور الكثرة عن الواحد  بواسطة يسمونها : العقل؛ فهذا العقل هو الحقيقة المحمدية، بل إن الصوفية يسمونها كذلك : العقل والقلم.

وأردف قائلا: ويخترعون في ذلك حديثا (أول ما خلق الله العقل) لكي يشرعنوا هذا الضلال، وكذلك حديث (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) وهما حديثان موضوعان مكذوبان.