• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • تعليقا على الهجرة غير الشرعية.. مفكر إسلامي: لابد من تنمية الوعي الديني والمثابرة ومحاولة تغيير الواقع للأفضل

تعليقا على الهجرة غير الشرعية.. مفكر إسلامي: لابد من تنمية الوعي الديني والمثابرة ومحاولة تغيير الواقع للأفضل

"سمير": الهجرة غير الشرعية طاقة مهدرة وصاحبها معرض للهلاك لأنه يفر من الرمضاء للنار

  • 70
الفتح - الدكتور وائل سمير، الكاتب والمفكر الإسلامي

قال الدكتور وائل سمير، الكاتب والمفكر الإسلامي: إن هروب الشباب واللجوء إلى الهجرة غير الشرعية ظاهرة لها أسباب عديدة، منها: انبهار الكثير من الشباب بالعالم الغربي، ومحاولة العيش في تلك البلاد على أساس أن فيها الرفاهية، والمتعة الدنيوية، ويصحب ذلك الهزيمة النفسية المسبقة.

وأشار "سمير" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- إلى أن هؤلاء الشباب لو نظروا إلى بلاد المسلمين رغم ما فيها من عقبات لوجدوها أكثر رأفة بهم؛ لما فيها من البركة، والمكوث مع الأهل، وإيجاد من يعينه فيها على الطاعة، مؤكدا أن البعض في سبيل الحصول على فرصة عمل أو البقاء في تلك البلاد بعد الوصول لها قد يدخل في دائرة الشبهات بل المحرمات؛ فيلجأ إلى تجارة المخدرات، أو العمل في بارات، أو أماكن الحرام.

وأوضح أنه من الملاحظ أيضا أن أكثر المهاجرين شباب صغير، ليس لديهم خبرة، ولكن مجرد  المحاولة للتقليد؛ للبحث عن سعادة مؤقتة وهمية، مشيرا إلى أن الغرب نفسه يستقطب المهاجرين لقلة عدد الأسر والإنجاب؛ كي يستفيدوا منهم كأيدي عاملة رخيصة، وخصوصا في بعض الأعمال التي لا تناسبهم، مؤكدا أنه على الرغم من ادعائهم أنهم لا يريدون هذه العمالة، فإنهم في الحقيقة يستفيدون منها بشكل كبير، وهذا يدل على أهمية هذه الطاقة الشبابية في بلاد المسلمين التي لو تم استغلالها جيدا لعاد النفع الكبير على بلادهم.

وتابع "سمير" حديثه عن أسباب هذه الهجرة، قائلا: إن أحد أهم هذه الأسباب هو قصور ذات اليد في بلاد المسلمين، وعدم الاستقرار في كثير من البلدان، ولكن هذا أيضا لا يكون داعيا لأن يترك المسلم أرضه ويفر إلى ما هو أخطر منه؛ فالإنسان "لا يفر من الرمضاء إلى النار"، بل لابد من عمل موازنة عاقلة؛ إذ إن صعوبة المعيشة في بلاده هي بلاشك أفضل عند الله من أن يعيش في بلاد الكفر والفساد ويضيع دينه.

وشدد "سمير" على أنه لابد من تنمية الوعي الديني، والمثابرة ومحاولة تغيير الواقع أفضل كثيرا من الانصراف إلى الهجرة، هذا بالإضافة إلى التأثير السلبي على أسرة المهاجر؛ فبعض الآباء والأمهات يصابون بالحزن الشديد لغربة أبنائهم لفترة طويلة تمتد لعدد من السنوات، وكم رأينا بعض المهاجرين توفي والده أو إخوته ولم يشارك حتى في العزاء، والبعض الآخر ترك زوجته وأولاده؛ مما كان له تأثير سيئ إما بجفاء الطرفين، أو الطلاق بعد الزواج من أجنبية؛ بغرض الحصول على الإقامة؛ لذا كانت هجرة الشباب غير الشرعية طاقة مهدرة الكل فيها يخرج خاسرًا.

وأكد على أن تجميع الأموال ليس هو الهدف من الحياة؛ فهناك نعم أخرى أنعم الله بها على عباده، منها: الصحة، والأولاد، والدفء الأسري، مستشهدا بقول الله تعالى "وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار"، موضحا أنه على الرغم من ادعاء الغرب الاعتراف بحقوق الإنسان والحيوان، فإنه يتعامل مع هؤلاء بشكل مؤسف وغير أخلاقي، ويتم التعامل مع هؤلاء المهاجرين على أنهم دخلاء ولا يعتمدون لهم الأوراق ولا يرحمون حاجتهم، ولكن يتعاملون معهم بالاستعلاء، ومحاولة قهرهم للظفر بثرواتهم ومستعمراتهم وطاقتهم؛ لذا نحن نحتاج إلى نشر خطورة الهجرة، ونحتاج إلى نشر الوعي الأسري لعلاج هذا الأمر، وبيان الخداع الكاذب للهجرة إلى تلك البلاد فهي شقاء في الدنيا والآخرة.