عاجل | "الأوقاف" ترد على شذوذ "الهلالي" بشأن الأضحية: شروطها راسخة والأمة لا تجتمع على ضلالة

  • 232
الفتح - سعد الهلالي

أصدرت وزارة الأوقاف بيانا - وذلك بعد إثارة سعد الدين الهلالي للجدل، حيث زعم جواز التضحية بالطيور والدواجن بدلا من بهيمة الأنعام -، وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: إن الراسخ في وجدان الأمة وما عليه جمهور الفقهاء أن الأضحية تكون من الإبل أو البقر أو الضأن أو المعز وتجزئ البدنة عن سبعة مضحين، والشاة عن مضح وأسرته التي تلزمه نفقتها؛ فيجوز الانفراد بالضأن، أو المشاركة في بدنة بما لا يقل عن سبع بدنة ومن استطاع التضحية ببدنة أو أكثر فما أعظم ثوابه ومن وسّع وسّع الله عليه.

وأوضح "جمعة" -في منشور له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"- أن الأضحية سنة في حق القادر المستطيع عند جمهور الفقهاء، واجبة على القادر المستطيع عند الأحناف وفي إحدى الروايتين عند الإمام أحمد وكذلك عند الإمامين الأوزارعي والليث بن سعد. 

وأشار وزير الأوقاف إلى أن غير المستطيع يتصرف في طعام أهله قدر وسعه وطاقته ولا حرج في فضل الله على أحد في الأجر والثواب وفق نيته، مع تسمية الأسماء بأسمائها ومسمياتها المعتبرة؛ فالأضحية أضحية شرط تحقق شروطها وضوابطها المقررة عند جمهور الفقهاء، وما سواها مما يصنعه أو يقدمه الإنسان توسعة على أهله أو للفقراء في العيد أو غيره خير أيضا غير أن الأضحية تظل أضحية بضوابطها الشرعية المعتبرة الراسخة لدى جمهور الفقهاء وفي وجدان عموم الأمة، ولا تجتمع أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- على ضلالة.

وكان الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العلمي على أروقة الأزهر الشريف، قد استنكر فتوى سعد الهلالي بجواز الأضحية بـ"ديك"، قائلا: عجيب أن نر من يستخف بالأضحية التي سماها المولى الذبح العظيم في قوله تعالى: "وفديناه بذبح عظيم"، واتخذ ذلك سنة من عهد سيدنا إبراهيم -عليه السلام- إلى يومنا هذا، ولكن هناك من يطل علينا في الإعلام كل عام ليجادل جدالا عقيما فيما علمته الأمة عن الذبح العظيم الذي ينحر للأضحية بعد الصلاة مباشرة في يوم العيد "فصل لربك وانحر"، وهو لا يكون إلا من بهيمة الأنعام بأصنافها الثمانية المعروفة بشروطها وضوابطها؛ فيستخف بالعقول؛ ليتسلق الترند، ويفتي ويقول للمسلمين بدعوى تجديد الدين: "لا مانع من التضيحية بالطيور في يوم الأضحى ونحر الدجاجة والعصفور تخفيفا على الناس". 

وأكد "فؤاد" -في منشور له عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"- على أن هذا شيء يدعو للضحك، وهو ضحك كالبكاء بسبب هذا الاستخفاف بسنة معلومة لدى علماء الأمة قاطبة، بل لدى المسلمين عامة، والأعجب أن هذا الكلام الأجوف يجهر به صاحبه على الهواء بلا استحياء من رب الأرض والسماء، ويستدعي لما يقول كلاما مرسلا أو آراء شاذة دفنت في مقابر التاريخ من قرون، ويسمي هذا تجديدا في الدين، وأنه أتى بما لم يأت به الأوائل. 

 وأضاف: السؤال لهذا الذي يهرتل على الهواء: "هل خفي أمر الأضحية بالعصافير وأخواتها على سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم- فرأيناه -عليه الصلاة والسلام- يضحي بكبشين أملحين ويقول عن أولهما: بأنه عن نفسه، وأهله، وعن الثاني: لأمته؟"، "ولماذا لم يشر المصطفى الكريم إلى الطيور أو يذبح أمام أصحابه (ديكا) بجوار الكبشين مثلا ليكون هذا حجة لمفتي العجائب في زماننا؟"، "وهل الطيور كانت غائبة في عهد النبي الأكرم فلم يرها، وكذلك عن الصحابة الكرام، وأكابر فقهاء الأمة عبر القرون قديما فعرفها الآن هذا العبقري حديثا ليفتي لنا الآن بأن نضحي بالدجاج والبط والعصافير؟".

واستطرد "فؤاد": الحمد لله لم يقل حتى الآن بالقطط والكلاب والحمير، ثم لو صدقناه جدلا بهذه الهرتلة اللامسبوقة فليبين لنا: مفهوم الذبح العظيم الذي فدى به إبراهيم الخليل ولده إسماعيل؟ هل كان دجاجة بيضاء أم حمراء مثلا؟، ولو افترضنا أنه حقا: الدجاج والأوز والبط فما طريقة تقسيمه وتوزيعه على الأهل والجيران والأصدقاء والفقراء؟ وما الحكم الشرعي الذي ينفذه المضحي في أرجل الفراخ والبط؟ وماذا لو كانت الدجاجة عرجاء أو عوراء أو مقطوعة (المنقار) مثلا؟، وماذا يفعل المسلم الذى يضحي حسب هذه الفتوى بريش العصفور وكبده وبقية أحشائه وماذا عن أجرة الجزار إلخ؟!

ووجه المشرف العلمي على أروقة الأزهر الشريف رسالة، قائلًا "كفى استخفافا أيها الضالون المضلون بشعائر وحرمات وسنن الله في الكون، فهذا الذي طرح، وقيل؛ إن هو إلا تمييع لأمور معلومة من الدين، وهو بالقطع افتراء وتزوير لا تجديد وتنوير، "وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون"؛ فالترند لا يشفع لكم أمام رب العالمين.