عاجل

بعد احتجاج الصوفية بها على أورادهم المطلسمة.. باحث شرعي يوضح مخالفات رقية عبد الله الساجي التي ذكرها ابن القيم

موضحا شروط الرقية المقبولة.. "طه": "أهم صقك حلع يص" طلاسم مأخوذة من كتب السحر وتعويذات السحرة

  • 90
الفتح- شريف طه الباحث الشرعي

قال شريف طه، الباحث الشرعي: بعضهم أتى برقية ذكرها ابن القيم -رحمه الله- في زاد المعاد للرقية من العين ونصها: "بسم الله، حبس حابس، وحجر يابس، وشهاب قابس، رددت عين العائن عليه، (فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ)؛ لكي يسوي بينها وقول (أهم صقك حلع يص)، مدعيًا أنها جميعًا من باب المجربات الجائزة، وما فيها من كلام لا يفهم هو من باب الحروف المقطعة في أوائل السور.

وأضاف "طه": والرد على هذا، أولًا: نحن لا ننكر العمل بالمجربات في باب الرقى والدعاء بثلاثة شروط: الأول: أن يكون ذلك بأدعية الكتاب والسنة أو الدعاء المباح الذي لا محظور فيه، والثاني: أن يكون ذلك بلغة مفهومة، والثالث: أن يعتقد أن  الشفاء من الله تعالى والرقية سبب فقط، فإذا اجتمعت هذه الشروط فقد أجمع العلماء على جواز الرقية، ثم لا يعتقد فيها فضيلة معينة بغير دليل شرعي، ولا يجعلها وردًا مسنونا كالأوراد المأثورة، فتدخل في باب الابتداع.

وتابع: وإذا نظرنا في هذا الدعاء وجدنا فيه مخالفات، فمن ذلك السجع المذموم، والدعاء على أحب الناس على العائن وهو لا ذنب له، والاستدلال بآيات القرآن في غير ما وضعت له ولا ما يناسبها بوجه من الوجوه، ولذلك لم يعتمد عامة العلماء السلفيين على مثل هذا، بل أنكروه وإن ذكره ابن القيم -رحمه الله- عن أبي عبد الله الساجي.

واستكمل الباحث الشرعي، قائلا: وثانيا: أنه مع ذلك فلا مساواة بين هذا وطلاسم (أهم صقك حلع يص) والتي وجدناها في كتب السحر، وأنها من تعويذاته المعروفة عند السحرة، وقد قال الشيخ ياسر برهامي عمن يسوي بين هذين الكلامين ومن يجعل الدعاء بما لا يفهم من باب الحروف المقطعة: (جمل مفيدة دل ما ذكر منها على ما حذف، كيف تجعلها كالحروف التي لا تدل على شيء عند أحد من العرب؟ فكلها محذوفة عجب! أما الحروف المقطعة في أوائل السور فقد فسرها أعلم الصحابة بتفسير ابن مسعود وابن عباس وغيرهم من أصحاب رسول الله ﷺ، بأنها حروف من أسماء الله وهذا يدل على أن رسول الله ﷺ أشار لهم بذلك، وإلا فكل إنسان يضع ما يشاء ويزعم فيه ما يشاء).