عاجل

ماكرون: لا بد من معرفة الأسباب الجذرية لأعمال العنف التي اندلعت في البلاد

باحث سياسي واقتصادي: فرنسا تعاني من التهميش والعنصرية.. واقتصادها الآن اقتصاد حرب

  • 28
الفتح - الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الخميس، ضرورة العمل على معرفة الأسباب الجذرية المرتبطة بأعمال العنف والشغب التي ضربت البلاد خلال الأيام الماضية. 

وخلال زيارته اليوم إلى بلدة "بو" في إقليم البيرينيه الأطلسية، في جنوب غرب فرنسا، قال ماكرون "عايشنا لحظة مهمة في تاريخ الأمة"، في إشارة إلى هذا العنف الذي اندلع في المدن الكبرى الفرنسية إثر مقتل الفتى نائل برصاص شرطي في نقطة تفتيش مروري في "نانتير" غربي العاصمة باريس. 

وتراجعت حدة أعمال العنف في فرنسا بعد أن شهدت البلاد عنفا بالغا عقب مقتل الفتى نائل، وهي الحادثة التي أشعلت فتيل العنف في جميع أنحاء البلاد على مدار ليالي عديدة، وتم على إثره نشر تعزيزات أمنية كبيرة في المدن الفرنسية الكبرى وتم توقيف العديد من مثيري الشغب بلغ عددهم الإجمالي نحو أربعة آلاف شخص، وأقل من 10% منهم غير فرنسيين و60 % منهم ليس لديهم سجل لدى الشرطة، كما تتراوح أعمارهم بين 11 إلى 59 سنة، ومتوسط أعمارهم 17 و18 عاما. 

وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين بالأمس أن الوضع في عموم فرنسا شهد تراجعا حادا في أعمال الشغب التي شهدتها البلاد الأسبوع الماضي، مؤكدا "نلاحظ عودة الهدوء في جميع أنحاء البلاد"، إلا أنه أكد أن الداخلية لا تزال تراقب الوضع.


في هذا الصدد، قال الدكتور أحمد مصطفى، الباحث السياسي ورئيس مركز آسيا للدراسات السياسية والاقتصادية، إن الوضع الفرنسي الداخلي معقد للغاية فيما يخص التهميش والعنصرية والوضع الاقتصادي السيئ الذي يطال الجميع ليس فقط الفرنسيين من أصل عربي أو أفريقي؛ فاقتصادها الآن يعد اقتصاد حرب، وإذا لم يكن لدى الفرد دخل لا يقل عن 2000 يورو شهريا لن تستطيع العيش بشكل لائق، فالوضع صعب للغاية بسبب ارتفاع أسعار الطاقة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية واضطرار باريس وبرلين ودول غرب أوروبا لشراء الطاقة -خصوصًا الغاز الطبيعي- من أمريكا بأضعاف ما كانوا يدفعونه لموسكو.

وأضاف مصطفى لـ"الفتح"  أن روح الشعبوية واليمين المتطرف تنتشر داخل أوروبا لا سيما دول وسط وغرب القارة، وفرنسا الآن ليست هي منذ 20 عامًا أيام الرئيس جاك شيراك التي كان يسيطر عليها اليسار؛ فالآن اليمين ينتشر في أووروبا وهناك دعوات بين الحين والآخر أن أوروبا للأوروبيين فقط، وكذلك الحال في فرنسا نجد أن اليمين عندما تزداد الأزمات الاقتصادية مثلا تتعالى أصوات الأحزاب اليمينة المنادية بأن فرنسا للفرنسيين فقط، وماكرون من المتطرفين فقد سمح بنشر الرسوم المسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام في عام 2019م بادعاء أنها حرية تعبير.