عاجل

خلال اجتماعات آسيان.. إندونيسيا تدعو إلى حل سياسي لأزمة بورما

  • 28
الفتح - أرشيفية

دعت إندونيسيا التي تترأس اجتماعات رابطة أمم جنوب شرق آسيا (آسيان)، اليوم الأربعاء، إلى حل سياسي للأزمة في بورما، وذلك خلال محادثات إقليمية أعلن خلال موفد تايلاند أنه التقى الزعيم البورمية المخلوعة أونغ سان سو تشي الأسبوع الماضي.

تشهد بورما أعمال عنف أوقعت قتلى منذ انقلاب عسكري أطاح حكومة سان سو تشي منذ أكثر من عامين، وأعقبه قمع للمعارضة.

وكثيرا ما واجهت رابطة آسيان التي تضم عشر دول، اتهامات بالتقاعس، ولا تزال منقسمة إزاء مساع دبلوماسية لحل الأزمة من خلال تشكيل موقف موحد من الدولة التي تحكمها مجموعة عسكرية.

وقالت وزيرة الخارجية الإندونيسية ريتنو مارسودي أمام نظرائها في جلسة افتتاح اليوم الثاني من اجتماعات آسيان، "فقط حل سياسي من شأنه أن يؤدي إلى سلام دائم".

وفوجئ المجتمعون بكشف وزير خارجية تايلاند أنه التقى بالزعيمة أونغ سان سو تشي بمفرده الأحد في العاصمة نايبيداو وقال إنها كانت "في صحة جيدة".

وقال الوزير دون برامودويناي إن سو تشي، التي لم تُشاهد منذ اعتقالها عقب الانقلاب مطلع 2021، "شجعت على الحوار"، وذلك في تصريحات للصحافيين على هامش الاجتماع الوزاري.

وأعلن وزير خارجية الفيليبين إن دون أطلع وزراء آسيان على لقائه مع سو تشي، لكنه كرر أن أي جهود مستقلة لإعادة إطلاق عملية السلام يجب أن تكون طبقا لخطة من خمس نقاط توصلت إليها آسيان قبل عامين مع الجنرالات في بورما.

وقال الوزير إنريكي مانالو للصحافيين "نشعر أن أي مبادرة يجب أن تكون متسقة مع خطة الخمس نقاط. وقد أفاد (الوزير دون) بذلك".

وكررت مارسودي موقف الكتلة بأن استئناف حوار بين الأطراف المتحاربة في بورما والتوصل إلى اتفاق سياسي عن طريق التفاوض، هما السبيل الوحيد لوضع حد لأكثر من عامين من الفوضى.

وأضافت "لا زلنا نشعر بقلق كبير لرؤية استمرار أعمال العنف وتصاعدها في بورما. نحض بقوة جميع الأطراف المعنية على شجب العنف لأن ذلك مهم جدا لبناء الثقة".

باءت جهود آسيان في دفع خطة الخمس نقاط الداعية إلى وقف العنف واستئناف محادثات سلام، بالفشل وسط تجاهل المجموعة العسكرية الحاكمة في بورما الإدانات الدولية ورفضها التحاور مع خصومها.

وتكتّل آسيان مقيّد بميثاقه الخاص الذي يفرض عليه الإجماع وعدم التدخل.

مقعد وحساس

لا يزال الوزراء يحاولون التوصل لموقف مشترك إزاء بورما في اليوم الثاني من المحادثات، لكن من المتوقع أن يصدر بيان بنهاية الاجتماع الأربعاء، حسبما قال دبلوماسي من إحدى دول جنوب شرق آسيا لوكالة فرانس برس مشترطا عدم ذكر اسمه.

وفي مسودة بيان مشترك اطلعت وكالة فرانس برس على نسخة منه، تُرك الجزء المتعلق ببورما فيه فارغا.

سعت آسيان لإظهار جبهة موحدة خلال اجتماعاتها الرسمية الرفيعة المستوى والمحظورة على بورما، غير أن تايلاند استقبلت الشهر الماضي وزير خارجية السلطات العسكرية ل"محادثات غير رسمية" مثيرة للجدل عمقت الانقسامات في الكتلة.

وانتقدت مارسودي الأربعاء على ما يبدو ذلك الاجتماع الذي لم تحضره إندونيسيا.

وقالت إن "تطبيق الاجماع (الخطة) من خمس نقاط يجب أن يظل نقطة تركيز آسيان" مضيفة أن "أي جهود أخرى يتعين أن تدعم (تلك الخطة)".

بعد اجتماع صباحي قالت مارسودي إن أعضاء آسيان "أكدوا على أهمية وحدة الصف" وأيدوا خطة الخمس نقاط.

خلال سبعة أشهر من رئاستها الرابطة، قامت جاكرتا بأكثر من 110 خطوة بشأن بورما، وفق الوزيرة.

والخميس، من المقرر أن يعقد اجتماع وزاري لتكتل "آسيان زائد ثلاثة" الذي يجمع دول الرابطة مع اليابان وكوريا الجنوبية والصين، قبيل اجتماع الجمعة ل"منتدى آسيان الإقليمي" الذي يضم 18 دولة بمشاركة واشنطن وبكين.

ووصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى جاكرتا الأربعاء لاجتماع ثلاثي لم يُعلن عنه مع مارسودي وأكبر مسؤول صيني للشؤون الدبلوماسية وانغ يي.

ويمثل وانغ بكين مكان وزير الخارجية تشين غانغ الذي يغيب عن الاجتماعات "لأسباب صحية"، حسبما ذكرت وزارة الخارجية الصينية.