• الرئيسية
  • تقارير وتحقيقات
  • المسلم الحقيقي لا تُلهيه دُنياه عن أمر آخرته وصلاة الفجر تعطي بركة لسائر اليوم.. "الفتح" تحاور الطالب "عمر" الأول على الثانوية العامة بمدارس "ستيم"

المسلم الحقيقي لا تُلهيه دُنياه عن أمر آخرته وصلاة الفجر تعطي بركة لسائر اليوم.. "الفتح" تحاور الطالب "عمر" الأول على الثانوية العامة بمدارس "ستيم"

الطالب عمر: الدروس الخصوصية لم تكن الأمر الأساسي أركز على استقصاء المعلومة والبحث العلمي

  • 258
"الفتح" تحاور الطالب عمر صاحب المركز الأول في الثانوية العامة مدارس stem

الطالب/ عمر عبد الرحمن في حواره لـ "الفتح":


مدير مدرستي بشرني ووكيل الوزارة دعاني لحضور مؤتمر الوزير


كان عندي حُسن ظن بالله أني سأنال جزاء اجتهادي


هدفي دائمًا تقوى الله فيما أتيح لي من فرصة، ومن وسائل راحة تم توفيرها لتفوقي


لا أرى نفسي أستحق ترتيب الأول دونًا عن زملائي، لكن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء.


يجب الاعتماد على الله وتوسيع الأفق في اختيار المجال الدراسي، مع الأخذ بالأسباب والسعي والتوكل على الله.


صحبة الصالحين أكبر داعم نفسي، وأعظم دافع للنجاح


تنظيم الوقت من أهم الأسس التي يجب أن نحرص عليها


صلاة الفجر في وقتها، تُعطي بركة لسائر اليوم


حوار: نهى عزت


الثانوية العامة ماراثون يتسابق فيه الطلبة للوصول إلى أحلامهم وتحقيق أهدافهم، و كان من بين هؤلاء الطلاب الأوائل المتميزين الذين حصّلوا ثمار هذا الجهد، الطالب/ عمر عبد الرحمن، الحاصل على المركز الأول على الثانوية العامة بمدارس stem للمتوفقين.

"الفتح" حاورت الطالب "عمر" عقب إعلان النتيجة واتصال الوزير به لتهنئته، للتعرف على أسباب هذا التفوق وكيف كانت المداومة على الصلاة وتلاوة القرآن والصُحبة الصالحة، دافعا أساسيًا لهذا النجاح، فإلى نص الحوار:


كيف علمت بأنك الأول على الثانوية العامة 2023؟

لقد في تمام الساعة 11 ليلًا اتصل بي مدير مدرستي الأستاذ عصام، وأبلغني إن الوزير حاول الاتصال بي، هو ووكيل الوزارة، ولكن الشبكة لم تكن متاحة وقتها، بشرني الحمد لله بخبر النتيجة، ثم اتصل بي وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة بني سويف محمد عبد التواب بعدها، وأبلغني بدعوته لي لاجتماع الوزير اليوم التالي.


كيف استقبلت خبر أنك الطالب الأول على الجمهورية؟ ما رد فعلك ؟ ورد فعل الأسرة؟

الحمد لله كانت سعادة غامرة، خبر مُفرح، كانت مفاجأة كبيرة، مفاجأه سارة جدًا والدتي فرحت فرح شديد عندما أخبرتُها، ووالدي وأخواتي وهذا الأمر كان أهم شيء بالنسبة لي، ثم استقبلنا الأهل والأحبة شاركونا فرحتنا في جو طيب مبهج.


هل كنت تتوقع أن تحصد المركز الأول؟

بالنسبة لي دراسيًا في الصف الأول والثاني الثانوي كنت متفوق، ومن الأوائل، وبفضل الله مدرستنا نموذج متميز ضمن وسط المدارس، فكنت أحدث نفسي بالتفوق، لكن لم أكن أتصور أن أكون الأول خاصة إن أمر الترتيب الأول أو العاشر في المدرسة لم يكن مهم لهذه الدرجة، يفرق فقط بالنسبة للتنسيق، كان عندي حُسن ظن في الله أني سأنال جزاء اجتهادي، لم يكن تركيزي على الترتيب الأول، ولكن كان دعائي أن يقدر الله لي الخير ويرضيني به حيث كان.


ما الطريقة التي قمت باتباعها في المذاكرة؟

باستشارة الزملاء الأكبر مني سنًا من الدفعات السابقة، ومنهم ابن خالتي خريج 2017 دكتور محمد أشرف، وأيضًا دكتور حازم من أبناء بني سويف العام الماضي، كان الخامس على الجمهورية، الحمد لله كان مثال مشرف جدًا لي وهو ما دفعني لما أنا عليه الآن، فكان من نصحهم لي أن لا أعتمد على الدروس الخصوصية، وأشاروا عليّ لو كنت في حاجة للدروس، تكون  مصدر إضافي للمعلومات كمصدر ثانوي، وأركز على مذاكرتي واعتمد على نفسي كما كنت أفعل في الصف الأول والثاني بدون دروس خصوصية، والنظام عندنا في المدرسة يقوم على إرسال محتوى عبارة عن عناوين للمعلومات التي نحتاح معرفتها، فطريقة مذاكرتنا تعتمد على بحثنا في مراجع علمية كبيرة والبحث في كل الوسائل التعليمية المتاحة، كنت أطلع عليها على قدر مايتيسر لي من مصادر، وأحاول أتعلم ماهو واجب عليّ تحصيله بقدر كاف.

أما خطتي بشكل عام في التحصيل أن أكون مُنظم ومُرتب وأسجل العمل الذي سأقوم به في اليوم التالي من مذاكرة وتحديد مهامي كلها، مما يشعرني بالنشاط والطاقة ويعتبر تحفيز لبدأ يومي وأنا مستعد ومهيء نفسيًا، وغالبًا اليوم الخالي من التنظيم يصبح يوم خامل.

وبشكل أساسي حضورنا الدراسي في المدرسة ولا نتغيب إلا في آخر أيام قليلة قبل الامتحانات.


كيف كنت تنظم يومك خلال الدراسة؟

اليوم الدراسي عندنا بيبدأ من 7,5 ص ينتهي 3 م وبعدها نبدأ في إعداد المشروع (كابستون) مشروع معروف في نظام  stem، فكنت أدمج بين مذاكرتي وبين مشروع كابستون، وإتاحة تنظيم اليوم تناسب في اليوم الذي ليس فيه ذهاب المدرسة كيوم السبت مثلًا فكنت أنظم وقتي بين المذاكرة والراحة مع أوقات الصلاة حتى أستطيع المواظبة على أداء صلواتي ولا أقصر فيها بجانب التحصيل الدراسي.


المنزل بعيد عن المدرسة هل كان ذلك أمرًا شاقًا عليك؟ وكيف تغلبت على ذلك؟

بالنسبة لي الحمد لله كانت مدرستي في بني سويف وأنا من بني سويف، لم تكن بعيدة جدًا عدة كيلوات فقط، تبعد عن بعض الزملاء، نعم قد تكون الغربة وبُعدي عن أهلي وأسرتي أمر شاق، لأن نظام الدراسة سكن داخلي.

لكن من خلالكم أودّ أن أوجه شكري للقائمين على الأمر من حسن رعاية واهتمام بالطعام والأمن والإشراف، المشرفين من الدعائم الرئيسية في هذا التفوق بحسن عملهم وجهدهم في توفير مكان مناسب فيه كل سبل الراحة والهدوء والتركيز، مكان منظم الكل فيه يذاكر ويجتهد جميعهم على قدر من المسؤولية.


وهل أثر نظام المدرسة المختلف في طبيعة تحصيلك الدراسي؟

أعتقد أن وجودي في المدرسة  stemهو دافع للمذاكرة والاهتمام أكثر من البيت بالتأكيد، نعم كنت أذاكر في البيت أيضًا بجانب وقت الراحة لكن وجودي هناك كان له أثر طيب، وسبب في تحصيلي الكبير المفيد بشكل عام.


ما وجه الاختلاف بين امتحاناتstem  والمدارس العادية الأخرى؟

نظام المدرسة عندنا امتحانين في كل مادة، بخلاف الثانوي العام امتحان واحد في كل مادة، فيه امتحان منهم بنفس الأسلوب الاعتيادي للامتحانات (36) سؤال، وهذا بالنسبة للمواد العلمية.

(كيمياء، فيزياء، أحياء) غالبًا مستواهم أعلى قليلًا من مجرد تأدية امتحان بمعلومات محفوظة فقط، ليست أسئلة مباشرة لكن أسئلة محتاجة تفكير أكثر، تحتاج للإطلاع على عدة معلومات، ترابط أفكار، فهم لطبيعة أسئلة لم نتعرض لحلها كما هي لكن تعرضنا لما يماثلها فنستطيع إن نضع حلولًا مناسبة بناء على فهمنا، وهذا لا يمنع وجود بعض الأسئلة المباشرة التي لا يخلو منها امتحان.


ما رأيك في مستوى الامتحانات بشكل عام؟

هناك أسئلة لكل المستويات بفضل الله رب العالمين، أسئلة مباشرة تناسب أي طالب ذاكر واجتهد بشكل جيد، وهناك أسئلة تحتاج لبعض التركيز والتفكير بمستوى أعلى من العادي، طالب اجتهد وذاكر ونوّع بين مصادر معلوماته التي قد تكون بعيدة بعض الشيء عن متناول كل الطلاب، هناك الأسئلة الصعبة حقيقي التي لن يستطيع حلها، إلا طالب له مستوى خاص نابغة، وهذا التنوع يجعل هناك تمايز بين الطلبة وخلق روح تنافس طيبة، وعزيمة في التحصيل والحرص على الاجتهاد بشكل أكبر.


ما هو رد فعلك في الامتحان عند وجود سؤال صعب وما طريقة تعاملك معه؟

أبدأ بالاستعانة بالله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأسأل الله أن يذكرني، وأحافظ على ثباتي الإنفعالي، ولو لم أتمكن من معرفته في الحال، أنتفل للسؤال التالي، ثم أعاود له أفكر وأجرب الاختيارات، ولا اعتمد على العشوائية في الحل، وأتاكد أن هذه المعلومة قد مرت عليّ لذلك مع التركيز والاستعانة بالله؛ نجد الأمور تيسرت بفضل الله.


ما الدافع والحلم الذي كنت تنظر إليه ويشجعك وقت المذاكرة؟

لم أكن أحب أن يرتبط عقلي وتفكيري في النجاح والتفوق بترتيب الأول أو ارتبط بكلية معينة حتى إن حصل ولم يتحقق مرادي فيها، خاصة إن طبيعة المنافسة في المدرسة عندنا عالي جدًا الطلاب على مستوى من النبوغ والاجتهاد بفضل الله، فكان هدفي دائمًا تقوى الله فيما أتيح لي من فرصة، ومن وسائل راحة تم توفيرها لي، كان هدفي التعلم بشكل صحيح، اكتساب معرفة حقيقية يساعدني أن أكون طالب متميز أستطيع أن أبني وأخدم بلدي وأمتي، ونلتحق بركب العالمية في التفوق والتميز وليس مجرد تحصيل دراسي ودرجات عالية خالية من الاستفادة الشخصية واكتساب مهارات، فما الفائدة من تحصيل درجات نهائية قائمة على الحفظ فقط، دون وجه استفادة دائم لها؟!

الحمد لله رب العالمين كله بفضل الله فأنا لاأرى نفسي أستحق لها دونًا عن زملائي، لكن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء.


كيف كان كفاحك في التعليم منذ البداية؟

كنت كأي طالب تم التحاقي بالمرحلة التمهيدية، ثم المرحلة الابتدائية لم أكن أتلقى أي دروس نهائي، نعم والدي مُعلم رياضيات وكان يساعدني في مذاكرتها، وأحب من خلالكم أيضًا أوضح أمر هام جدًا أنا لم أستعن بأي كتب خارجية؛ سوى الكتب المدرسية إلى نهاية الصف الثاني الإعدادي، كتاب المدرسة كان يغطي كل المعلومات، هذا الأمر حرصت على ذكره حتى أصحح مفهوم خاطئ عن الكتب المدرسية مثلًا وأنها لا تغني، أو أنه لابد من الاستعانة بكتاب مساعد هذا الأمر من وجهة نظري غير صحيح إطلاقًا.

ولم أكن أتلقى أي دروس خصوصية وهذا هو الأمر الذي ساعدني في stem، تعليم ذاتي، كنت من المرحلة الابتدائية معتمد على نفسي أتعلم ذاتيًا فكنت مجرب للأمر مما جعله سهلًا علي وقت التحاقي بهذا النظام.


كلمنا عن دعم الأسرة والنصائح التي كانت توجه إليك منهم؟

بالطبع هذه المرحلة بشكل خاص التي يسميها الناس ماراثون، والتي اتفق فيها تمامًا مع الكل، لأنها سباق النفَس الطويل ليس مجرد من ينتهي من المنهج الأول، ولا من يسارع أولًا للإنتهاء حتى يصل لمرحلة الضغط، لكن هي تحدي لمن يتحمل ويصمد لنهاية العام، وهذا الأمر يحتاج لدعم نفسي كبير يقع على عاتق الأسرة، أنهم يحاولوا المحافظة على نفسية الطالب، يدعموه دائمًا، لا يتعمدوا سماعه كلام محبط منهم، جمل: أنت غير نافع أنت فاشل، أنت لن تستطيع الوصول لهدفك، فهذا الكلام كفيل بالإحباط التام فلا يصح أن يكون كلام للتحفيز أو التشجيع لأنه لن يأتي ثمرته بل يكون سبب قوي في الفشل الحقيقي،

وأود أن اُبدي استيائي لخبر سمعته عقب إعلان النتيجة بحالة انتحار لطالب بسبب أن أسرته لم تحتويه، بل كانت سبب في زيادة حزنه بكلامهم، مما أدى إلى وقوعه في أمر محرم وخطير انتشر في المجتمع.

أمر غير منطقي الحياة ليست مجرد دراسة، إن لم يوفق الطالب في التعليم ودخوله كليه بعينها، فالله سبحانه وتعالى واضع له رزقه في أمر آخر، ربنا خلق الخلق وتكفل برزقهم، نعم التعليم مهم لكن هناك أمور أكثر أهمية إذا الإنسان اجتهد فيها، كصنعة اتقنها وأفاد الناس بها، وكانت سبب له في الرزق الحلال.

فيجب الاعتماد على الله وتوسيع الأفق في هذا المجال، مع الأخذ بالأسباب والسعي والتوكل على الله، لذا اُحب أن أشكر أسرتي والدي ووالدتي على الدعم الدائم، وتذليل الصعاب، فكانوا خير سند، وعلى دعواتهم الدائمة بالتوفيق والسداد.


ما الكلية التي تطمح في الالتحاق بها؟ وما سبب اختيارها؟

كلية الطب بإذن الله تعالى، إذ كان حلمي منذ الصِغر أن التحق بكلية الطب، طموحي وميولي فيها، من صغري أرغب لسماع ومشاهدة ما يخص التشريح والجراحة، أسأل الله أن يعينني ويوفقني فيها، وأكون داعم ومساعد للناس بإذن الله.


هل عزلتك الثانوية العامة اجتماعيًا عن المحيطين بك؟

لم يتم ذلك بصورة كبيرة، بالنسبة للأسرة عندي كانوا دائم النصح لي بعدم ضغط نفسي بشكل مرهق، ولم تكن حياتي كلها منغلقة على المذاكرة فقط بل كنت أوفق بين مذاكرتي وقضاء وقت مع الأسرة، فكان لي وقت للراحة أستعين به على إكمال المسيرة، وعدم الملل، أكيد تواصلي على المستوى العائلي كان أقل وكان الجميع متفهم ذلك لطبيعة السنة الدراسية خاصة إن كثرة الخروج تضيع كثير من الوقت، لكن كان عندي توازن في هذا الأمر بفضل الله.


ما نصيحتك لتنظيم الوقت؟

أهم أمر يجب الاهتمام به جيدًا، ونصيحة مهمة في هذا الباب وهي متابعة الوقت "تابع وقتك"، وعن تجربتي الشخصية استعنت ببرنامج تطبيق على الهاتف يضبط لي هذا الأمر، كنت مسجل فيه وقت لكل مادة دراسية، مثلًا حددت ساعة لمذاكرة مادة معينة، وبعدها راحة عشر دقائق ثم متابعة غيرها، ولو الأمر متطلب للراحة اترك لنفسي بعض الوقت، لو احتاج الأمر لزيادة عدد ساعات المذاكرة أنظم على ذلك.

وهذا الأمر سينقلنا إلى أمر مهم جدًا، ألا وهو عدم الاهتمام بمادة على حساب مادة أخرى، فيأتي الطالب آخر عام كرس وقته وجهده كله لمادة بعينها، حتى طغت على مادة أخرى، وهذا أحيانًا يقع فيه الطالب الذي يحب مادة فنجده يذاكرها بشكل دائم، وأحيانًا خوفه من ماده يجعله يقضي فيها وقت كبير ويجد نفسه في آخر العام مقصر في جانب آخر.

فالمهم جدًا في نهاية العام، أن يكون الطالب في تحصيله الدراسي متساوي، لأن كل المواد على درجة واحدة من الأهمية ومجرد انشغاله بماده واحدة أمر غير صحيح، لأن كل الفروع يجب أن نكتسب منها مهارة ومعلومة وهذا هو أساس الدراسة في stem، دائمًا يعلمونا أن نجعل هناك ترابط بين كل المواد، وده أساس (الكابستون).

 لكن في كل الأحوال تنظيم الوقت والحرص عليه أمر مهم في كل نواحي الحياة ليست خاصة بالمذاكرة والدراسة فقط.


مارأيك في الطلبة الذين يتوقفون عن حفظ القرآن أو يُقصرون في الصلاة بحجة انشغالهم بالدراسة والدروس.. وجه لهم نصيحة؟

هذا أمر مهم جدًا يجب ألا نغفل عنه، كنت أثناء دراستي اصطحب اثنان من زملائي أشهد لهم بالتزامهم الديني في أداء الصلوات وقراءة القرآن، وكانوا مثال للمسلم الحقيقي الذي لا تُلهيه دنياه عن أمر آخرته، وعن الغرض الحقيقي والأمر الأساسي الذي خلقنا الله من أجله ألا وهو العبادة له سبحانه وتعالى،

لقوله: "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، فالحمد لله من أعظم الأمور التي أسعدتني جدًا أنهم كانوا بالفعل في الترتيب الثاني والثالث بفرق درجات بسيطة جدًا عني، ولا أنسى لهم فضلهم بعد الله سبحانه وتعالى على صحبتي معهم للصلاة في جماعة، والمنافسة على تثبيت ورد يومي للقرآن لاننشغل عنه حتى في أوقات الامتحان.

وعلى النقيض نجد الطالب الذي يقصر في حق الله عليه مهما وصل من مراتب عليا في الدنيا ليس له فائدة، وليس له عظيم شأن.

وأنا أعتقد أن المثال الحقيقي الذي يحتذى به هو الطالب الذي لا ينسى حق الله عليه، ويعمل جاهدًا على الحفاظ على رُشده ولا تلهيه الدنيا فيضيع حق الله عليه، الله سبحانه وتعالى أنعم عليك وجعلك من المتفوقين فيجب أن تؤدي شكر هذه النعمة بأداء واجباتك وحق الله عليك.

 وهذا المدخل ينقلنا إلى أهمية الصحبة الصالحة، "المرء على دين خلاله فلينظر أحدكم من يخالل"، لذلك البعد عن المثبطين، ومن يعتقدون أن هناك فصل بين أمور الحياة وبين التزامهم بالجانب الديني، لذا صحبة الأخيار خير معين.

ويحضرني الآن موقف لبعض زملائنا عندما كانوا يشكون من عدم التركيز، وقلة التحصيل، فكنت أنصحهم دائمًا أن يقيموا صلاتهم بتركيز شديد ويهتموا بتحسينها على الوجه المطلوب، وسبحان الله فعلًا يشعرون بصدى هذا الأمر وتحقيق التركيز والانضباط مرة أخرى وتوفيق الله لهم.


نصيحة تقدمها للطلاب المقبلين على الثانوية؟

أولا وأهم شيء نؤكد عليه الدعاء والقرب من الله وطاعته، وهذه النقطة ذكرناها تفصيلًا أثناء الحوار.

ثانيًا: تنظيم الوقت وقد أشرنا إليه أيضا خلال الحديث، وهذا لأهميته، ووجوب المحافظة عليه، ونعلم أن الوقت الذي يمر لن يعود، فنحرص أن يمضي في خير ومنفعة.

ثالثًا: نصيحتي لهم بأهمية النوم المنتظم والنوم الكافي، وقد كانت نصيحة والدتي لي عندما تجدني غير مبالي بساعات نومي، قد تكون مختلفة عن باقي الأمهات، وهي: "روح نام" نعم هي بتحاول تنبهني للاهتمام والعناية بالجانب الصحي والبدني الذي يؤثر بشكل كبير على الجانب النفسي وبالتالي تكون النتيجة مبهرة بفضل الله إذا كانت كل هذه الأمور في نصابها الصحيح.

رابعًا: ضرورة ربط اليوم وتنظيمه بمواقيت الصلاة، والمحافظة على صلاة الفجر في وقتها، فهي تعطي بركة لسائر اليوم، ويكون العبد في ذمة الله كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام.

في نهاية حوارنا.. تتقدم أسرة تحرير موقع "الفتح" للطالب عمر بالشكر والتقدير متمنين له مزيدًا من النجاح والتوفيق.