عاجل

محذرًا من الغزو الفكري.. داعية: الإنسان يولد محاط بحماية من الأبوين والأسرة والدين والتراث

  • 41
الغزو الفكري

قال غريب أبو الحسن، الكاتب والداعية الإسلامي، إن الإنسان يولد في هذه الدنيا وهو محاط بدوائر من الحماية والرعاية؛ من الأبوين الذين يحرصان على أن يكون أبنائهم صالحين يسيرون على أمثل الأخلاق، طائعين لله؛ ثم تنمو الأسرة ويكون فيها بنون وبنات ووالدان، ثم عائلة كبيرة، أجداد وأحفاد، وعمات وخالات، والأسرة والعائلة كذلك تمارس دورًا من الرعاية والحرص على بعضها البعض.

وتابع أبو الحسن في مقال له نشرته الفتح بعنوان "تعالَ لنا وحدك": "ثم نحاط بالمجتمع الذي نحيا فيه، ويشكِّل المجتمع خط دفاع آخر عن الفرد؛ فالمجتمع يتشكل بناءً على موروث من القِيَم والدِّين والأخلاق، ويتطبع أفراد المجتمع بما يسود فيه من الأخلاق والقيم، ويعمل المجتمع على بقاء تقاليده والتي تشكل نقاط التماسك داخله، وأي مجتمع يغفل عن هذه القيم، فطريقه هو الذوبان وسط الغزو التتري للأفكار التي لا تنقطع ولا تتوقف موجاتها".

وأوضح الداعية أن الإنسان يحاط أيضًا: بشريعة تم نقلها لنا بسندٍ متصلٍ كسلاسل الذهب، يستقي منه المجتمع أفكاره وهو مرجعية المجتمع فيما يتعلَّق بالدين والأخلاق، والقيم والتشريع، مضيفًا أنه الحادي لهذا المجتمع، وهو النبع الصافي الذي يأخذ منه المجتمع تقاليده وأخلاقه.

وأكد أبو الحسن أن مجتمعنا يستند على ثوابت من القرآن والسنة والإجماع والقياس الجلي، حافظت على مجتمعنا عبر مئات السنين وقاومت هجمات التتر وحملات الصليبيين، وفترات الاحتلال فخرج مجتمعنا رغم جراحه متصلًا بجذوره وثوابته، ينتظر من أبنائه أن ينطلقوا منها ليعود فتيًّا كما كان.

وأردف: "ثم نحاط برموز وعلماء كانوا هم التطبيق العملي لهذا التراث ففهموه أفضل الفهم، وفسروه أبين التفسير، وكانوا هم قنطرة بين هذا التراث العظيم وبين المجتمع والأفراد".

وشدد على أن الفرد محاط بأسوار من الحماية والرعاية: "بأسرتك وعائلتك، ومجتمعك، وتراثك ورموزك؛ كل هؤلاء هدفهم الأول هو حمايتك من غريب الأفكار، ومن مزالق الطرق".

وبيَّن أن مَن أراد أن يخرب مجتمعًا ما؛ عليه أولًا: أن يدمر كل تلك الأسوار حتى يصل للفرد وحيدًا فريدًا، ضعيفًا بعيدًا عن كل رعاية ونصح.