غريب أبو الحسن يوضح كيف تكون الزوجة ملاذًا لزوجها

  • 38
تعبيرية

قال غريب أ[و الحسن الباحث في شئون الإدارة والتخطيط إن الزواج سنة ماضية؛ شرعه الله -سبحانه وتعالى-، وحَضَّتِ الشريعة على التعجيل بالزواج عند استطاعة الباءة، وحضت كذلك على حسن الاختيار، مجيبًا على السؤال الشائع: لماذا تستقر بيوت وتهتز أخرى؟.. ولماذا تعبر بعض الزيجات لبرِّ الأمان، بينما يغرق الكثير منها في بداية الإبحار؟!.

وعن أسباب استقرار البيوت واهتزازها، أوضح أبو الحسن في مقال نشرته جريدة الفتح في نسختها الورقية أدوار الزوجة المركزية والأساسية في بيته والتي تساعد على استقرار البيوت كالأتي: 

-- ‏وللمرأة دور مركزي مقدَّم على كلِّ دور؛ فالمرأة موطن عفة الرجل وأنسه، فمِن أدوارها: أن تسر الرجل إن نظر إليها، وأن تخصص من وقتها لزينتها، ولا يحتاج الأمر إلى ميزانية كبيرة كما تتذرع بعض النساء، فالله -سبحانه وتعالى- قد خلق المرأة على هيئة محببة يميل لها الرجل، ويسعد برؤيتها، ويكفي المرأة أن تكون نظيفة حتى تكون محببة إلى زوجها، فلا تقع عينه ولا أنفه منها إلا على كل ما هو محبب وجميل.

- ‏ولا تستقر البيوت حين تهتم المرأة بمظهرها خارج البيت فقط، فإذا دخلت البيت ارتدت أسوأ ما عندها وعصّبَت رأسها وكأنها تعاني من صداع، أو تستعد لمعاركة حامية الوطيس! ودهنت وجهها بما هو أسود وأبيض وأصفر من ماسكات؛ استعدادًا لخروجها القادم من البيت، وليس لزوجها! فيرى الزوج موسم الزراعة، ولا يذوق طعمًا للثمر. 

- مِن أدوار الزوجة المركزية كذلك: أن تكون متهيئة لزوجها حين يريدها، وأن تعلم أن حاجة الزوج لها حاجة فورية ليست على التراخي، وأن الرجل يعبِّر عن حبه لزوجته بإقباله عليها، وحين تتأمل في خطاب الشريعة للمرأة في أهمية المسارعة في الاستجابة لدعوة الزوج لها، تدرك محورية هذا الدور، وأن استقرار هذا الدور ومعالجة ما يعرض له مِن عقباتٍ على وجه السرعة، بالمصارحة الهادئة بين الزوجين، وأن استقرار هذا الأمر مِن أُسس استقرار البيوت.

- ‏وإذا لم يستقر هذا الأمر سيصعب أن يستقر البيت، وستجد أن المشاكل البسيطة تتحول لخصام وصراع وصراخ، وستنبت الكثير من الخلافات الزوجية التي لا يدري الزوجان مَن زرعها، ولماذا تنمو بتلك السرعة وهذا العنفوان، ولا يدركان أن مَن يسقى تلك الخلافات هي اضطراب واختلال علاقتهما الخاصة.

- ‏ومِن أدوار المرأة المركزية: أن تكون ملجأ زوجها الآمن والعطوف، بعد صراعه خارج المنزل؛ إذا حزن أو خاف أو تحيَّر، يلوذ بها فيبث لها شجونه، ويقول: "دثروني، دثروني"، فيجد منها أذنًا مصغية، وعقلًا متفهمًا، وقلبًا حانيًا فتجيبه: "كلا لن يضيعك الله أبدًا، وتذكِّره بجميل أخلاقه وخصاله".

- ‏وعندما يضعف قيامها بهذا الدور، فيدخل الزوج للبيت بعد يوم عمل شاق، فيجد فتور الاستقبال أو يجد المسارعة بالشكوى، والتأفف من الجيران والأولاد، والمسؤوليات، أو يستقبل بكلمات مقتضبة ثم ينفرد كلٌّ من الزوجين بهاتفه بالساعات، وما يعقب ذلك من تباعد، ثم يستبدل كل منهما عالمه الواقعي وعلاقته بشريك حياته بعالم افتراضي من وهم وخيال، فتحدث الجفوة وتتباعد الأفكار، لتكون لحظات النقاش على أرض الواقع -حين تحدث- أشبه بالماس الكهربائي، مشحونة وقابلة للانفجار!

- ‏ومن أدوار الزوجة المركزية: أن تكون محل ثقة زوجها واستشارته، فيُقبِل عليها مستشيرًا فيما، يؤرقه ويلتبس عليه فتستمع له وتفرد له الوقت، وتظهر له بالغ الاهتمام ثم تشير عليه بالمعروف وتأمل في لجوء النبي -صلى الله عليه وسلم- لزوجته أم سلمة يستشيرها بعد صلح الحديبية، وتأمل كيف أشارت عليه أمنا -رضي الله عنها-، وتأمل في استجابة النبي -صلى الله عليه وسلم- لها، تعلم طبيعة ما ينبغي أن يكون عليه علاقة الزوجة بزوجها.