لأجل زواج يستمر بالحب.. "داعية" يحذر الشباب من الخلط بين مفهوم الحب الحقيقي والمزيف

الحب الذي يستديم به الزواج ليس تفريغا للطاقة الجنسية فقط بل هو التعامل الحسن المستمر بمودة ورحمة وأريحية

  • 80
الفتح - المهندس سامح بسيوني، رئيس الهيئة العليا لحزب النور

حذر المهندس سامح بسيوني، رئيس الهيئة العليا لحزب النور، الشباب من أن تطيش عقولهم ويُسلب البساط من تحت أقدامهم بسوء الفهم لمفهوم الحب والخلط بينه وبين طغيان الشهوة تحت مسمى الحب، موضحا أن الحب الحقيقي هو مشاعر متولدة تنبئ عن ميل قلبي وهو سهل التولد بين الجنسين إن تواجدت فيه النية الصادقة والاحترام المتبادل وتأدية الحقوق بين الطرفين والحرص على الآخر، وأعظم صور الحرص ألا يكون المحب سببا في غضب الرب على المحبوب.

وأضاف "بسيوني"، خلال كلمته في الندوة الثقافية التي نظمها حزب النور بالإسكندرية بعنوان "نحو مستقبل مشرق"، أن الحب المزيف، هو ميل شهواني لصورة مرسومة ينتهي بانتهاء نيل الشهوة من الطرف الآخر، فالعشق والهيام يذوب مع كثرة الاحتياجات وضغوط الحياة إن لم يكن الحب حبا حقيقيا؛ لذلك تجد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لم نر للمتحابّين مثل النكاح".

وأكد أن الحب الذي يستديم به الزواج ليس تفريغا للطاقة الجنسية فقط، بل هو التعامل الحسن المستمر بمودة ورحمة وأريحية، فقد قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾، لافتا إلى أن السكن يشمل الراحة والطمأنينة والدف والحماية، والمودة تشمل الإيثار والرأفة والحب والعطاء المتبادل، والرحمة فوق ذلك من الإيثار والرأفة والحب بلا عوض.

وأشار "بسيوني" إلى قوله (لتسكنوا إليها)، قائلا: السكن هنا متعدي بالياء، ليس عندها أو معها بل إليها؛ فالسكن هنا ليس فقط سكن الأجساد والأماكن، بل أعم من ذلك بميل القلب وسكن النفس وطمأنينة الروح، بالانبهار السماعي دون التحقق من المواصفات المطلوبة؛ لذلك فكلام الوسيط يحتاج أيضا إلى تحقيق، كما أن الأقنعة المصطنعة تسقط بعد الألفة، ولا يبقى إلا الأصل.

وأوضح أن أركان النجاح في اختيار شريك الحياة على ذلك تتمثل في: القناعة بفكرة الزواج وهذا يدفع لعدم التعجل أو عدم اليأس والعزوف، والدراسة الواقعية لشخصية الطرف الآخر، والتفكير بمنطقية وواقعية بعيدا عن المثالية، وإصلاح الذات أولا ليوفقك الله إلى الشبيه، فكما قيل "كن عليا تكن لك فاطمة" و"كن كأبي الدرداء، تكن لك كأم الدرداء" و"كوني كمريم، يكن لك كيوسف".

وقال رئيس "عليا النور": إن أسس النجاح في اختيار شريك الحياة واستمرارية الزواج تنقسم إلى أسس شرعية قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "فاظفر بذات الدين" و"إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه، فزوجوه"، ووجود الرغبة الحقيقية في الشخص الآخر بناء على المواصفات والسمات الشخصية، وتوافر الإحساس بالاحترام المتبادل بين الطرفين، وتقارب الظروف الاجتماعية قدر المستطاع، والتقارب الثقافي والتعليمي والفكري.