عاجل

صفقة كبرى بين أمريكا وإيران.. إطلاق 5 سجناء أمريكيين في مقابل تحويل 6 مليارات دولار لإيران

  • 32
الفتح - أمريكا وإيران أرشيفية

بعد شهور من المفاوضات غير المباشرة توصلت إيران والولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاق مبدئي مؤخرًا ، بموجبه سيتم إطلاق سراح 5 أمريكيين معتقلين في إيران في مقابل تحويل مليارات الدولارات من الأصول الإيرانية المجمدة من بنوك في كوريا الجنوبية إلى إيران عبر وسيط، وقد نقلت إيران 4 من الأمريكيين الخمسة من السجن إلى الإقامة الجبرية، ومن المتوقع أن تكتمل الصفقة بحلول منتصف سبتمبر المقبل. 

وقد منحت الولايات المتحدة موافقتها إلى كوريا الجنوبية لتحويل الأصول الإيرانية المجمدة إلى حسابات مُقيدة في دولة قطر ولا يمكن استخدامها إلا في السلع الإنسانية، مثل الأدوية والمواد الغذائية، فيما تشير طهران إلى حقها الكامل في السيطرة على الأموال.

من هم الإيرانيون الأمريكيون المحتجزون؟

أُعلن عن هوية 3 من السجناء الخمسة، هم سيامك نمازي، الذي اعتقل عام 2015 وحكم عليه في وقت لاحق بالسجن لمدة 10 سنوات بتهم التجسس المنتقدة دولياً. وعماد شرقي، وهو رجل أعمال يقضي حكماً بالسجن لمدة 10 سنوات، أما الثالث فهو مراد طاهباز، وهو بريطاني - أمريكي من أصل إيراني يعمل في مجال الحفاظ على البيئة، وقد اعتقل عام 2018 وحكم عليه أيضاً بالسجن لمدة 10 سنوات.

من جهته يقول محمد عليّ، الباحث في الشأن الإيراني، إنّ قضية تبادل السجناء، أو تحويل هذه المليارات مقابل السجناء يمكن اعتبارها ستارًا لتفاهمات أخرى تدور في الكواليس، لافتًا أن أبرز هذه التفاهمات، هو توقف إيران عن تكديس اليورانيوم المخزن، والتراجع عن تخصيب اليورانيوم فوق 60% وهي النسبة التي تُمكن إيران من الانطلاق إلى تخصيب أعلى يساعدها في الحصول على القنبلة النووية.

ولفت عليّ أن الثمن الثاني المتوقع لهذه الصفقة بل لهذه الفدية، هو توجيه إيران لميليشياتها في الإقليم بالتوقف عن التحرش العسكري بالمصالح والقوات الأمريكية سواء في المياه الإقليمية أو في العراق أو في شرق سوريا.

أما السبب الثالث، والذي وصفه الباحث في الشأن الإيراني بالمهم، فهو منع إيران من إرسال الطائرات المسيىرة والأسلحة إلى روسيا التي تستخدمها في حربها مع أوكرانيا، مشددًا على أنّ صفقة تبادل السجناء ما هي إلا غطاء لهذه التفاهمات، حيث تضغط الولايات المتحدة على إيران لوقف بيع طائرات مسلحة دون طيار إلى روسيا كجزء من المناقشات حول "تفاهم غير مكتوب" أوسع نطاقاً بين واشنطن وطهران لتهدئة التوترات واحتواء أزمة نووية طويلة الأمد.

غضب جمهوري

تأمل الإدارة الديمقراطية أن تساهم صفقة تبادل الأسرى وأي اتفاقيات غير رسمية إضافية أن يمثل أول اختراق للرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن إيران بعد أكثر من عامين من المحادثات المتقطعة وغير المباشرة مع النظام التي سعى من خلالها إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي وقعته طهران مع القوى العالمية، وتخفيف التوترات في الشرق الأوسط.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين أن الولايات المتحدة تنتهج استراتيجية الردع والضغط والدبلوماسية لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي، ومحاسبة طهران على انتهاكات حقوق الإنسان و "تزويد روسيا بطائرات مسيرة للاستخدام في الحرب ضد أوكرانيا ".

لكنّ هذه الصفقة أثارث حفيظة صقور إيران في الكونجرس الرافضين بالأساس للاتفاق النووي لعام 2015 الترتيبات الجديدة، وقدّ شبّه نائب الرئيس السابق مايك بنس والعضو الجمهوري البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور جيم ريش، ووزير الخارجية السابق مايك بومبيو، تحويل الأموال بأنه كمثل "دفع الفدية" وقالوا إن إدارة بايدن تشجع إيران على مواصلة احتجاز السجناء.

فيما علق هنري روما الزميل الأول في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أنّ أفضل سيناريو من منظور السياسة الأمريكية هو منع الأمور من التدهور وتجنب حدوث تصعيد كبير، لكن هناك الكثير من المخاطر والعديد من الأسباب للقلق من أن الأشياء يمكن أن تستمر لفترة طويلة .