خبير تربوي يحذر من عدم التوازن في تربية الأبناء

  • 85
الفتح - الدكتور محمد سعد الأزهري، الخبير التربوي

قال الدكتور محمد سعد الأزهري، الخبير التربوي: أولادك كالحديقة أشجار وزهور وحولها سياج،
فالسياج لحمايتهم والأشجار لتظلل عليهم والزهور لبث الجمال فيهم والاستمتاع بالروائح الزكية، فالأشجار أخلاق وقيم وتدين راسخ، والزهور سلوك مهذب، وتعدد ألوانها تنوّع في المهارة واسترواح في التواصل وتمتُّع بالسواء النفسي.

وأضاف "الأزهري" -على صفحته الشخصية على "الفيس بوك"-: فلو كان اهتمامك بالسياج فقط فإنك ستحميهم من العدو الخارجي، لكن ستصبح الحديقة بلا أشجار سامقة أو زهور مبهجة ونباتات متنوعة، بل أصبحت كالأرض البور، لا سكن فيها ولا جمال! متابعا: ولو كان اهتمامك بالسياج، وبقية الحديقة من الداخل بلا نظام ولا اهتمام، فسنرى أشجارا بلا تهذيب، وزهورا على وشك الذبول، ونباتات حولها من الحشرات ما يجعل ضررها أكثر من نفعها!

وأوضح أنه من هنا تظهر المشكلات العميقة والاضطرابات المستمرة، كالخوف والتردد والشك والانطواء وحب السيطرة والتحكم والتمثيل والطمع وغير ذلك من الموبقات! لافتا إلى أنه إذا كانت حديقتك رائعة ولكن بلا سياج، فهي على وشك الخراب؛ لأنها أصبحت عُرضة للسُّرّاق ومحلا لاستقرار الآفات.

وتابع "الأزهري": فأي تربية للأولاد أو محافظة على الأسرة من الخراب، فإنها تحتاج لسياج مُحكَم وأشجار قوية وزهور ونباتات مرعية، فحمايتك تكون بالقيم والنظام، وأشجارك هي عنوان الرعاية والاهتمام، وزهورك ونباتاتك هي مقياس الجمال في التعامل مع الأولاد، وهنا ستجد أثر ذلك من توازن في الشخصية كمواجهة المخاطر وتحمل المسئولية والحزم في اتخاذ القرار، والابتعاد عن كونه إمعه، والقدرة على التعامل مع الأسرة المستقبلية مع تدين ظاهر وقيم أصيلة.

وأكد الخبير التربوي، أنه بهذا تكون قد أديت ما عليك، ويوم القيامة تكون خاليا من الحمل الثقيل الذي ستُسأل عنه، بل وستنتظر جبالا من الحسنات بعد هذا الاهتمام وهذا الجمال، وفي النهاية فنحن بشر نخطئ ونصيب، وعلينا أن نجتهد في المسير، فنحن نتعامل مع عفوٍّ كريم.