خبير تربوي: يجب على المذنب إنكار المنكر وهو مدان على فعل المحرم

  • 38
الفتح - الدكتور محمد سعد الأزهري، الخبير التربوي

قال الدكتور محمد سعد الأزهري، الخبير التربوي: لا يلزم مَن ظاهره التدين أن يكون بلا ذنب في العلن أو الخفاء، بل هو يطيع ويعصي ويتوب ويُذنب، ويصيب ويخطىء، ويمكن أن تكون عنده موبقات ليست عند من ليس ظاهره التدين.

وأضاف "الأزهري" -على صفحته الشخصية على "الفيس بوك"-: ليس معنى أنه يذنب أنه لو رأى شيئا محرما والذين يفعلونه يريدون نشره بين الناس أن يسكت عن إنكاره، -لا طبعا-، بل يجب عليه أن ينكر ما يعتقد أنه محرّم طالما أنه عالم بحقيقة ما يُنكر وألا يترتب على إنكاره مفسدة أكبر.

وتابع: وهو مُدان على فعل المحرم في السرّ ويؤجر على إنكاره له في العلن،
وإلا فلماذا نعلّم أولادنا القيم والفضيلة ونحن نخالفها أحيانا؟! ألسنا نخالف القيم أو الفضيلة أحيانا؟!

وتساءل "الأزهري": لماذا نطلب من الناس الصدق في الحديث وأداء الأمانة وغير ذلك من الفضائل ونحن نخالف ذلك أحياناً؟! موضحا أننا لو رسمنا خطا وحاولنا السير على هذه القاعدة لكان لزاما علينا ألا نتكلم عن الغير في أي شيء يخالف الشرع والقيم والفضيلة، وهذا لا يقوله عاقل.

وأكد الخبير التربوي أنه يجب على مرتكب الذنب في السرّ عندما يجد غيره يرتكبه في العلن أن يُنكر عليه دون أن يستشعر في نفسه علوّا ولا طهارة، إنما هو واجب عليه، كمن يرى ابنه يكذب فيأمره بالصدق رغم أنه يكذب وكمن يشرب الخمر في السر وجلس في وسط أُناس يشربونها في العلن فيجب عليه أن يترك شربها في السر ويجب عليه أن يأمرهم بترك شربها في السر والعلن، وكمن يتحرّش بالنساء ثم وجد شابا يتحرّش بفتاة، أو يريد منها بالقوة ما هو أكثر من ذلك، فهل يتركها كفريسة لهذا الشاب لأنه يفعل ما يفعله لئلا يكون منافقا أم يوقفه عند حده ويأمره وينهاه؟!

وأوضح أن ما ذكره لا يخالف قوله تعالى: "أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم أفلا تعقلون"؛ لأنه ليس في الآية دلالةٌ على أن العاصي لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر، وإنما فيها ذمٌّ وتوبيخ وتقريع لحال من يأمر الناس بالبر ويترك نفسه؛ ولهذا خُتمت بقوله: ﴿أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ أي: إن هذا العمل لا يليق بالعاقل. ومعنى الآية ألا تترك نفسك بلا أمر ولا نهى، فهذا ليس من أفعال العقلاء ولا المؤمنين؛ لذا قال ابن كثير: "والصحيح أن العالم يأمر بالمعروف وإن لم يفعله، وينهى عن المنكر وإنِ ارتكَبَه، ولكنه -والحالة هذه- مذموم على ترك الطاعة وفعله المعصية؛ لعلمه بها ومخالفته على بصيرة؛ فإنه ليس من يَعلم كمن لا يَعلم".