حرصا على ابنك وسلوكه.. "خبير تربوي" يوضح فوائد التربية المشتملة على الرحمة

  • 20
الفتح - أرشيفية

قال محمد سعد الأزهري، الخبير الأسري والتربوي، إن إحساس ولدك بأنه مقبول منك "يشعر بأنك رحيم به ومعه" له بُعد حاسم وعميق في تكوين شخصيته ونموّها، بل أن سلوكه الشخصي وانفعالاته وكذلك نموه العقلي في المستقبل ما هي إلا آثار لهذا القبول.

وكتب الأزهري في منشور له عبر "فيس بوك"، لو نال ولدك وهو صغير منك الاهتمام والمساندة والعطف "الرحمة الوالدية" فإن أداءه عندما يكبُر " في الغالب" سيميل إلى منح الاهتمام والعطف والمساندة لغيره، وكلما كان أصدقاءه كذلك كلما كانت الصفات الايجابية أكثر والعطاء سيكون أكبر وأكبر، وقبول من حوله في المدرسة والجامعة والنادي وفي وظيفته وكذلك زوجته المستقبلية وأولاده، سيكون بلا مشقة وبدون تكلّف.

وتابع الأزهري قائلا: ولو نفترض العكس وأن ولدك لم تمنحه هذا القبول ولا العطف، بل كنت قاسٍ معه أو عنيف "القسوة الوالدية" فإن شعوره المستقر سيكون بعدم الأمان والتوتر والقلق، لأن الألم النفسي سيسيطر على أعماقه، وبالتالي لن يستقر عاطفياً ولن يكون عنده مساحة كافية لمنح الاهتمام والعطف والمساندة لغيره، وسيستخدم التمثيل على أي طرف لفعل ذلك لمصلحة، فوجود العلاقة المصلحية ستقتضي منه تعلّم التمثيل واستخدامه لأنه لا يجيده من الناحية الفطرية!!

إذا التربية المشتملة على الرحمة " وليست العقوبة بالمنع أو الحرمان منافية للرحمة، لأننا نعاقبهم مع إبداء الحب لهم، نعاقبهم دون شتم أو إهانة، نعاقبهم دون أن نكسرهم" تؤدي في النهاية لإخراج جيل سوى وطبيعي ومشاكله العميقة قليله للغاية، وكلما زاد العدد زاد الاستقرار في المجتمع، لأن معظم المشكلات الأسرية الحالية، بل ومشكلات الصداقة والعمل، ناتجة من البداية الأولى في علاقة الوالدين بالطفل.