حلقة من مسلسل محاربة السماء.. عميد بالأزهر عن "تلحين القرآن": جراءة تدل على الحالة التي وصلنا إليها

  • 111
الفتح - الدكتور محمد عمر القاضي

علق الدكتور محمد عمر القاضي عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج سابقا، على واقعة تلحين القرآن الكريم بالآلات الموسيقية، قائلًا: مما يدعو للأسى، والحزن، أن ترى أهل الباطل يستميتون في الدفاع عن باطلهم ونشره، وجمع الناس حوله بشتى الوسائل، ومختلف الطرق ومنها: المال، والإعلام، والسويشيال ميديا، وكل ما يشد النفس البشرية، ويجذبها، ويسوقها بأكف الشهوات والملذات، مع الدراسات النفسية العميقة، التي تعرف مواطن الصيد في نفوس البشر، ومناطق الجذب فيهم، يؤزهم ويدفعهم الشيطان، والدنيا، والهوى، وحب النفس للانطلاق في مراتع الشهوات، والملذات، والتفلت من قيود الشرع، وضوابط الأخلاق، ويعاونهم أهل الحق إما بسكوتهم خوفاً، أو تواريهم خجلاً من الدفاع عن حقهم، أو بمداهنتهم أهل الباطل لأغراض خاطئة، وليست صحيحة في الحال ولا في المآل. 

وأضاف "القاضي" - في تصريحات له-: إذا نطق أحد - إلا قليلاً - من أهل الحق، تكلم بميوعة، وتحدث باستخذاء، يجمجم بالحق ولا يفصح، ويغمغم ولا يصرح، يكاد يتوارى من الناس بالحق الذي يحمله، ويتدارى من أهل الباطل؛ خوفاً من تشغيبهم، ورعباً من تحاملهم، وربما إيذائهم، مشيرًا إلى أن ذلك جعل أهل الباطل ينتفخون، وينتفشون، وتزداد قوتهم، وتعظم سطوتهم، ويأتون كل يوم بإفك جديد، ويخترعون باطلاً شديداً، يلقونه في وجوه أهل الحق، ويحطونه على رؤوس جماهير الناس؛ ليزلزلوا حقهم، ويمزقوا دينهم، ويشككوهم في يقينهم، ويغيروا ثوابتهم، ثم يسلقوا أهل الحق المدافعين عنه، والمتكلمين به بألسنة حداد حتى يسقطوهم من أعين الجماهير؛ لينفردوا به، ويخلو لهم الجو فيبيضوا ويصفروا، - وقد كان ما ذكره طرفة بن العبد - ، بل زادوا، وفقس بيضهم منتجاً مردة شياطين، وأفراخ إبليس، ليس لهم سقف في أي شيء، لا في دين، ولا أخلاقيات، ولا معاملات، وصاروا فرقاً وفيالقاً، كل فرقة تعمل في جهة، و كل فيلق يحارب الحق في جبهة.

واستطرد: ووصلت جراءتهم أن حاربوا السماء والأرض، ففريق يحارب الله بإنكاره في إلحاد مقيت، أو يعبدون غيره في صور شتى منها: عبادة الشيطان في بلاد الإسلام والإيمان - عياناً بياناً ، وحاربوا الأنبياء والمرسلين وأزواجهم وأهلهم... وحاربوا الصالحين والعلماء والفقهاء، وحاربوا القيم، والأخلاق، والمبادئ، وكل شيء تستقيم به الحياة، ونشروا الانحلال، والفساد، والشذوذ، والقحة، والفحش، والسفالة، والخلاعة والقباحة، والوقاحة، وأخلاق السوء بلا رادع، ولا يخشون مدافع.

وأكد عميد بالأزهر على أن، إحدى زبالتهم - وليس آخرها- تلحين القرآن الكريم، في جراءة تدل على الحالة التي وصلنا إليها، من صولة الباطل وجولته.