"بدران": غياب القدوة وتهميش دور المدرسة من أهم عوامل انتشار الانفلات الأخلاقي

  • 140
الفتح - عبد الله بدران، الداعية الإسلامي

قال الداعية الإسلامي عبد الله بدران: منذ أكثر من عشر سنوات تقريبًا شهدت المجتمعات العربية والإسلامية انفلاتًا أخلاقيًا كبيرًا، وقد عزز ذلك الانفلات عدة عوامل ساعدت على ظهوره وانتشاره بصورة كبيرة، لعل من أبرز ها وأهمها وأخطرها تلك الوسائل التي أدت إلى هذا الانفلات هو انتشار الانفلات في مواقع التواصل الاجتماعي بشتى صوره وسهولة التعامل معه دون أي رقابة أو متابعة سواء على مستوى بعض الأجهزة المعنية بصورة ولو قليلة؛ لمحاولة الحد من انتشار هذا الانفلات أو على مستوى الفرد داخل الأسرة أو داخل أماكن التجمعات التي تضم أعمارا مختلفة من الشباب كالمدارس والجامعات وغيرها.

وأضاف "بدران" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- إن من أهم الأ سباب  كذلك هو انتشار الرذيلة وصور الجريمة عبر هذه الوسائل الإعلامية، وتصوير المجرم على أنه بطل في أعين الشباب، حتى يصير عندهم هذا المجرم هو الرجل الشهم القوي الذي لا يقهره أحد، مما أدى إلى ظهور نوع آخر من أنواع الانفلات الأخلاقي وهو انتشار روح السلبية لدى الكثير والتعود على رؤية التصرفات السيئة كأمر معتاد نتيجة تكرار مشاهدته وإبراز فاعله على أنه بطل.

وتابع: في المقابل نجد غياب صور القدوة من أصحاب الفضيلة والالتزام بالخلق الكريم، أو أصحاب السمت المتدين الطاهر، بل على العكس نجد مواجهة هؤلاء ومحاصرتهم، وتصويرهم على أنهم فئة منبوذة وغير مقبولة في المجتمع.

وأكد "بدران" إن من أهم الأسباب أيضا غياب دور المدرسة والتي كانت في السابق تعتبر هي الحاضنة الثانية مع الأسرة لشباب وفتيات المجتمعات التي تحرص على إكمال دور الأسرة في زرع القيم والأخلاق الفاضلة لدى هذه الأجيال إلى أن تقلص دور المدرسة حتى أصبح دورا ثانويا جدًا فلم يعد سوى مكان لتأدية الامتحانات، ولا علاقة لها بمواجهة هذا الانفلات.

وقال الداعية الإسلامي: إنه لمن الواجب القيام بدورها الحقيقي وهو الحفاظ على ثروة المجتمع شباب وفتيات، ودعوتهم إلى امتثال تعاليم ديننا الحنيف، ونشر القيم المستمدة من الكتاب والسنة، ونبذ كل ما هو غير قيم وينافي آداب مجتمعاتنا الإسلامية.