مع انطلاق العام الجديد.. هيبة المعلم في الفصل "على المحك".. واستعادتها بهذه الشروط

  • 35
الفتح - أرشيفية

ساعات قليلة وينطلق العام الدراسي الجديد 2023-2024، فيما لا يزال تراجع دور المعلم ومكانته بين الطلاب محورًا مهمًا على عدة مستويات؛ فيما تجددت مطالب برلمانية تدعو إلى العمل على استعادة هيبة المعلم داخل الفصل، إذ إنه إحدى ركائز العملية التعليمية وأن عودة هيبته تصب في صالح المنظومة.

واقترح برلمانيون إيجاد أدوات يمكن من خلالها تأديب الطالب المشاغب داخل الفصل، ومقترح عودة الضرب بالعصا كإحدى أدوات التأديب.

من جهته، قال عادل نصر، متحدث الدعوة السلفية، إن المعلم هو حجر الأساس في العملية التعليمية، وأنها لن تنجح في إنجاز أهدافها -والتي يعد أعظمها إنتاج الشخصية السوية الواعية والمتخصصة التي تساعد الأمة في سد احتياجاتها في جميع المجالات والتخصصات- ما لم نعد للمعلم مكانته وهيبته ليتمكن من أداء دوره.

وأوضح "نصر" في تصريحات لـ "الفتح" أن إعادة هيبة المعلم لكي يستطيع أداء دوره، يحتاج إلى تضافر جميع الجهود على كل المستويات، وأنه يتوجب على المستوى الرسمي لاسيما وزارة التربية والتعليم الاهتمام به وتحسين مستواه المعيشي؛ حتى لا يضطر إلى الدروس الخصوصية التي جرأت في أوقات كثيرة الطلاب على مدرسهم، أو لجوئه إلى مهن أخرى لسد حاجته.

وشدد متحدث الدعوة السلفية على ضعف المستوى المعيشي يضعف هيبة المعلم، وبجانب ذلك يجب العمل على رفع مستواه العلمي والمهني، مع اتخاذ كل الإجراءات التي تعيد للمدرسة دورها بانتظام العملية التعليمية فيها، وليس كما نرى اليوم حيث أصبحت المدارس خاوية على عروشها، والطلاب والتلاميذ يلهثون وراء الدروس الخصوصية التي أرهقت أولياء الأمور وأتعبتهم في ظل غلاء معيشي غير مسبوق.

ونوه نصر بضرورة أداء الإعلام دوره من خلال الأعمال الهادفة التي تعيد للمعلم مكانته وهيبته، وللعلم منزلته، حيث يجب عليها أن توضح دوره وأهمية التعليم في حياة الأمم، فالتعليم قضية أمن قومي وليس أمرًا ثانويًا أو بسيطًا، مؤكدًا أن الأمة التي تحسن التعليم وصناعة النفوس هي التي تسود وتتقدم، وأن الأمم التي تهمل ذلك تنحدر فتصبح في ذيل الأمم.

وأفاد نصر بأنه يجب منع الأعمال الفنية الهادمة الهابطة كتلك التي كانت ذات دور كبير في هدم شخصية المعلم ونسفها من الأساس، كما هو الحال مع مسرحية مدرسة المشاغبين وغير ذلك، مؤكدًا أننا إذا ما صدقنا في هذه التحركات والجهود، وقمنا بالإجراءات التي تعيد للمعلم هيبته؛ فسيكون هذا خيراً على الأمة والأفراد.

فيما قالت الدكتورة بثينة عبد الرؤوف، الخبيرة التربوية، إن هناك أسبابًا عدة أدت إلى اهتزاز صورة المعلم أمام الطلاب، من بينها انتشار الدروس الخصوصية التي جعلت المعلم أو الموجه يتنازل عن مكانته ويقبل أن يتم تأجيره بالساعة في السناتر ومراكز الدروس، موضحة أن هذه المسألة قضت على المساحة التي كانت بين الطالب وبين المعلم والتي كان الطالب من خلالها يقدره.

كما ترى "عبد الرؤوف" في تصريحات لـ" الفتح" أن ارتفاع كثافة الطلاب أدى إلى النيل من مكانة المعلم، إذ تجعل مهمة المعلم في فرض شخصيته والتحكم في هذا العدد الكبير من الطلاب أمرًا صعبًا للغاية، لاسيما إذا كان الأمر متعلقًا بمراحل عمرية أكبر مثل المدارس الإعدادية أو الثانوية.

ونوهت الخبيرة التربوية بأن ثالث الأسباب التي أدت إلى تراجع هيبة المعلم في الفصل، هو العجز الشديد في صفوف المعلمين، الأمر الذي يجعل المعلم يعمل طوال اليوم على مدار 7 أو 8 حصص؛ مما يؤدي إلى إرهاقه وجعله منهكًا بالشكل الذي يحول دون إحكام سيطرته على الفصل.

وترى أن رابع الأسباب هو تغير ثقافة المجتمع نفسه الذي بدأ يعترض ويرفض فكرة أن يقوم المعلم بتأديب الطلاب داخل الفصل، وأصبح هناك احتجاج شديد من أولياء الأمور تجاه ذلك؛ لدرجة أننا نشهد اشتباكًا بين الأهالي وبين المعلم بسبب تقريعه أو تأنيبه أو تأديبه للطالب.

وأفادت عبد الرؤوف أن عودة الضرب ليست الحل الوحيد لاستعادة هيبة المعلم، مؤكدة أن الحل هو تطبيق المناهج التربوية وفقاً للفكر الإسلامي الذي يتدرج بالتربية من مرحلة إلى مرحلة، إذ أن الطلاب حتى سن السابعة يحتاجون إلى وسيلة تربوية تختلف عمن هم في سن الرابعة عشر مثلا، فيما شددت على ضرورة مراعاة المعايير التربوية، علاوة على حل مشكلة الكثافة ومعالجة الأسباب المذكورة بالأعلى التي أدت إلى تراجع هيبة دور المعلم .