موضحا طريق عودة القدس.. داعية: الأقصى قضية كل مسلم ونحن مطالبون بإحياء القضية وتوريثها للأجيال

مخاطبا الشباب.. "أبو بسيسية": لابد أن يدرك كل شاب أنه مسؤول عن دينه وعن إسلامه وعن مقدساته ولابد من البذل والسعي

  • 36
الفتح - الداعية الإسلامي رجب أبو بسيسة

قال الداعية الإسلامي رجب أبو بسيسة: إن قضية الأقصى بدأت منذ أكثر منذ وعد "بلفور" الذي وعد به اليهود، ولا زال أهل فلسطين يقاومون ويجاهدون ويبذلون من أوقاتهم وأعمالهم وأعمارهم وأموالهم، فجزاهم الله عنا خيرا.

وأكد "أبو بسيسة" -في مقطع مرئي له عبر موقع "أنا السلفي"- أن قضية القدس هي قضية كل مسلم؛ لأن المسجد الأقصى هو أولى القبلتين ومسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وفُتح في عهد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، سنة 16 من الهجرة النبوية المباركة، مشيرًا إلى أنه لما فتح على أيدي الصحابة طهروه من الشرك والوثنية، وأقاموا فيه العبودية لله -سبحانه وتعالى- وكان منارة للعلم وللتوحيد وللرسالات.

وتابع أن القدس لنا وهذه قضية لن تموت وباقية إلى قيام الساعة، ونحن على يقين بأنه سيعود يوما -بإذن الله-  لافتًا إلى أن القضية عادت ثانية، وشغلت اهتمامات الكثير منا وأصبحت القضية حديث كل بيت وكل شارع وفي كل مواصلة من المواصلات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وأكثر قطاع تأثر بهذه القضية في هذه الأحداث هم الشباب، مضيفا أنه حينما يهتم الشباب بقضايا الأمة والمقدسات، فعند ذلك نعلم أننا على الطريق الصحيح؛ لأن الشباب على كواهلهم تقام الأمم، وبسواعدهم تبنى المجتمعات، والشباب هم رجال المستقبل  ويمثلون الحاضر وهم رجال الغد.

وأشار الداعية الإسلامي إلى أننا مطالبون بإحياء القضية وتوريثها للأجيال ولمن بعدنا، مشيرا إلى أننا قد نعجز اليوم، لكن سيأتي جيل -بإذن الله- يوما يُمّكن، مستبشرا بما يحدث الآن وكيف عادت القضية من جديد، وأن الله أحيا بهذه القضية شبابا كثير، فبدؤوا يراجعون أنفسهم ويفكرون أن يعيشوا  لقضاياهم، مؤكدًا أنه لابد أن يدرك كل شاب أنه مسؤول عن دينه وعن إسلامه وعن مقدساته، ولابد من البذل والسعي.

وأكد أننا لا نريد أن تكون غضبتنا غضبة عاطفية، تزول مع الوقت وتنسى مع مرور الأيام، بل نريدها غضبة إيمانية مستمرة إلى قيام الساعة، نريد جيلا محبا لدينه ويعمل من أجل قضاياه، متابعا: فها هي القضية بين أيدينا، وهناك سنن للنصر لا تتبدل ولا تتغير ولا تتحول، مشيرا إلى أن عودة القدس والمقدسات وانتصار الأمة أمر له أسبابه، ولابد من الإتيان بها، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إذا تبايعتم بالعينة واتبعتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع  وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا  لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم" (سنن أبو داود وصححه الألباني).

واستطرد "أبو بسيسة": ومعنى الحديث "إذا تبايعتم بالعينة" هو نوع من أنواع الربا وهو أشد انواع الربا، "واتبعتم أذناب البقر" أي انشغلتم بالزراعة عن قضايا الأمة، وليس هذا تحريم لتربية الماشية، ولكن الحديث يدلل على أننا انشغلنا بغير الدين وبغير العبودية لله، "ورضيتم بالزرع" يعني: أصبح لكل واحد مصلحة يقلع فيها ويزرع وغير مهتم بقضايا الأمة التي خلقنا من أجل تحقيقها، وهي تعبيد البشرية لله وتحقيق العبودية لله، موضحا أن هذه قضيتنا الحقيقية.

وأضاف: "وتركتم الجهاد في سبيل الله" أي: وتركتم العمل على إعزاز  قضايا الأمة، وعلى عودة الأمة، فالنتيجة أن يسلط الله عليكم ذلا، لافتا إلى أن الذي يسلط هو الله وأن الأمر ليس بيد أمريكا ولا الاتحاد الأوروبي ولا بيد الصهاينة، ولكن الأمور كلها بيد الله، متابعا: فلو أننا أتينا بأسباب النصر سنمكّن، كما قال الله -عز وجل-: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ [النور: 55].

وأوضح الداعية الإسلامي أن الاستخلاف لا يأتي إلا بسعي وبذل وعمل، لذلك قال في الحديث: "سلط الله عليكم ذلا" والسبب كما ثبت في السنة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يُوشِكُ أن تَدَاعَى عليكم الأممُ من كلِّ أُفُقٍ، كما تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إلى قَصْعَتِها"، قيل: يا رسولَ اللهِ فمِن قِلَّةٍ يَوْمَئِذٍ؟ قال: "لا، ولكنكم غُثاءٌ كغُثاءِ السَّيْلِ، يُجْعَلُ الْوَهَنُ في قلوبِكم، ويُنْزَعُ الرُّعْبُ من قلوبِ عَدُوِّكم؛ لِحُبِّكُمُ الدنيا وكَرَاهِيَتِكُم الموتَ" (أخرجه أبو داود).